عربية world news: متابعات
احتفي محرك البحث "غوغل" بمرور 65 عاما على اكتشاف "مركب الشمس" والمعروف أيضا باسم "مركب خوفو" الذي يعود إلى مصر القديمة، وفترة حكم الملك خوفو، ، والمكتشف في خمسينيات القرن الماضي في منطقة أهرامات الجيزة، على يد عالم الآثار المصري كمال الملاخ.
اكتشف الأثري المصري كمال الملاخ في عام 1954 في منطقة تقع جنوب قاعدة الهرم الأكبر حفرتين عُثر بداخل إحداها على العديد من أجزاء مركب خشبي عملاق مصنوع من خشب الأرز، كان المركب موجود في حفرة مفكك الأجزاء، بالغ الضخامة، ولم يعثر على دليل يشير إلى كيفية التركيب وإعادة البناء إلى الأصل، واستطاعت هيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت ترميم المركب وإعادة بنائه، ووجدت الأجزاء الخشبية للمركب مرتبة وموضوعة بعناية وحرص في 13 طبقة تحتوي على 651 جزءا وتتكون هذه الأجزاء من 1224 قطعة خشبية منها كتل ضخمة يصل طول الواحدة منها إلى 23 مترا، ومنها أجزاء صغيرة يصل طولها إلى 10 سنتيمترات.
عُثر بجانب المركب على كمية كبيرة من الحبال وكذلك مجاديف طول المجداف يصل إلى تسعة أمتار، ووجد في بدن المركب عدد كبير من الثقوب بلغ عددها 4159 ثقبا أو فتحة، ولم يعثر على مسمار واحد بالمركب، نظرا لأن المصري القديم استخدم الحبال في عملية جمع أخشاب المركب عن طريق فتحات سحرية لا تظهر بعد تركيبها.
استغرقت عملية تركيب أجزاء المركب وإعادة البناء نحو عشر سنوات وافتتح للعرض المتحفي الخاص في نفس منطقة، والصورة لنموذج مصغر لمركب الشمس الذي يعد أقدم وأكبر وأفضل السفن المصرية في العصور المبكرة، وتشير إلى تطور بناء السفن التي كانت تعتمد على استخدام الأخشاب المستوردة على الأرجح من المنطقة المعروفة حاليا بلبنان.
عُثر على المركب في إحدى حفرتين في المنطقة الجنوبية للهرم الأكبر، وتشير نصوص متون الأهرام التي تعود إلى عصر الدولة القديمة، بحسب تقسيم تاريخ مصر القديم، إلى أن الملك خوفو كان يمتلك قاربين استخدمهما في التنقلات.
كانت مراكب الشمس في مصر القديمة قوارب ذات رمزية دينية يستخدمها إله الشمس "رع" في رحلة الليل والنهار، وهي رحلة تهدف بحسب الأسطورة إلى تنظيف العالم من الأرواح الشريرة، وكانت هذه المراكب مزودة بعدد من المجاديف المسننة لقتل الحيوانات والأرواح الشريرة بحسب الديانة المصرية القديمة.
اختلف العلماء في تحديد وظيفة مركب الشمس المعروف أيضا باسم "مركب خوفو"، ويرى البعض أنها تسمح للملك بمصاحبة إله الشمس "رع" في رحلته إلى العالم الآخر بعد موته، وفقا للمعتقدات المصرية القديمة.
يقول العلماء إن ربط الأخشاب بالحبال يؤدي إلى زيادة الأمن وحماية المركب من الغرق، لأن الماء يحدث أثرين عكسيين في الحبال والخشب على حد سواء، فكلما سار المركب في الماء تمدد الخشب وتقلصت الحبال واشتدت قبضتها عليه وزاد إحكام المركب.
بدأت وزارة الثقافة المصرية في بناء المركب عام 1961 في نفس الموقع الذي اكتشفت فيه، ووصل طول المركب إلى 43.5 مترا وعرضها ستة أمتار وارتفاع مؤخرتها عن الماء يصل إلى ثمانية أمتار، وارتفاع مقدمها خمسة أمتار فيها مقصورة لجسد الملك مساحتها تسعة أمتار، والمركب يعد وثيقة فريدة تدل على براعة الفن المصري القديم في بناء السفن منذ أكثر من 5000 آلاف عام.