29 مارس 2024 م


دكتورة ميساء المصري
1 يونيو 2019 م 1658 زيارة

عربية world news: 

في يوم القدس العالمي جاء خطاب السيد حسن نصر الله كالقشة للغريق في وقت أصبح ردع الجبروت الصهيوأمريكي عصيا , خاصة مع التطبيع العربي لبعض الدول (الشقيقة ) التي عقدت القمم في أرض مكة المكرمة تمهيدا لإستباحة مخططات إقليم الشرق الأوسط.

خطاب نصر الله كان يحمل في طياته تهديدا واضحا لإسرائيل وأمريكا والسعودية والقدرة على إشعال المنطقة برمتها والإعتراف بإمتلاك الصواريخ الدقيقة والتأسيس لتصنيعها مع إمكانية الرد السريع والقوي والمباشر ويكيل الصاع صاعين على أي إعتداء خارجي وبأن سلاح حزب الله النوعي هو ليس لمجرد حماية لبنان فقط , رغم تغليف الخطاب بإنكار الحرب سواء مباشرة أو غير مباشرة والتصريح بقوة إيران وتصنيف محاورالمقاومة العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن و فلسطين من حيث الجاهزية العسكرية ، والتعبوية الفكرية والقادرة فعليا على المواجهة والردع في اي وقت، وبأن محورالمقاومة يشهد أقوى مراحله منذ عام 1984 بحيث راهن نصر الله على المقاومة بإفشال صفقة القرن وتعطيلها وإيقافها بالتوافق مع رأي عام عربي وإسلامي يرفض تحقيق هذه الصفقة , وبأن الشعوب العربية والإسلامية قادرة على إنجاز هذه الخطوة التاريخية في المنطقة. فهل رهانه واقعي ؟؟ واقع الحال ان الشعوب العربية في حالة مرحلية من الوهن والضعف مع غياب القيادات الموحدة وحضورالنواقص الثورية الشعبية التي إنحرفت عن مسارها ناهيك ان الدول العربية كلها تحت ضغط الإبتزاز السياسي وبحكم الساقطة عسكريا وتنطبق عليها أهم معاييرالدول الفاشلة المتمثلة بعدم قدرتها على حماية أراضيها وقرارها السيادي، ولا ننسى الإنقسامات الواضحة سياسيا وقوميا وعقائديا والمؤامرات والدسائس لنيل زعامات واهمة. الى درجة أن بعضها إنضمت الى الحلف الصهيوني , في جدلية الواقع السياسي الذي يرفض فيه ساسة امريكا الخضوع للقيادة الإسرائيلية في حين يسمع الساسة العرب المعنيون، وفي مقدمتهم محمود عباس وسلطته، كلام يهودي أمريكي لم ينتخب لموقع سوى انه صهر الرئيس الأمريكي في مهزلة سياسية نتابعها من جهة، ونجد الدول التي لم ترضخ للصهيونية ومشروعها تقف عاجزة وقلقة وتحارب بعزلة سياسية خارجية وداخلية ويجري هدمها والحفاظ على تعطيل قدرتها من جهة أخرى . أذن الحالة العربية لا تبشر بخيرعلى المدى القريب والمتوسط وتدعو للعجزالمفروض كونه خيارا مشروطا ، ولا حل إلا في أن يتغير أحد طرفي المعادلة، الشعب أو الحكام بأنظمتهم.

تحدي حزب الله بمحاورالمقاومة من أجل إفشال صفقة القرن يتناغم مع تحليلات إسرائيلية تتخوف من صراعات على الحدود الشمالية والجنوبية تهدد الكيان الصهيوني خاصة وان غزة الآن قادرة فعلا على ضرب تل آبيب والمستعمرات الصهيونية , والكيان الصهيوني يشهد تراجعا في قوة الجيش البرية التي تحولت الى قوة دفاعية فقط مع إنكشاف الجبهة الداخلية وإنتشارالفساد الداخلي وإنقسامات سياسية وفقدان القيادة والحاجة الملحة للوجود الأمريكي . ومع تزايد قلق إسرائيل من محاولات إيران لبناء بنية تحتية عسكرية دائمة بالقرب من إسرائيل ،لا يخفي الكيان فرار مئات الآلآف من جيش المستوطنين بإتجاه المركز أوحتى لطبريا وقالوا إنهم هربوا من الجحيم ووصلوا للشمال بحثا عن الهدوء وراحة البال رغم ما دفعته إسرائيل للمستوطنين في غلاف غزة بدل خسائر في المواجهة الأخيرة مع غزة يقدر بـ 17 مليون دولار يومياً لحوالي عشرين ألف مصلحة إقتصادية للمستوطنين، أي ما لا يقل عن 900 دولار يوميا للفرد.. والجحيم هو الآتي من غزة المحاصرة من كل الجهات. فكيف إن فتحت جبهة الشمال، إلى أين سيتجه المستوطنون؟؟؟؟ ولا نغفل كذلك ان كيان الإحتلال لم ينتصر في معركة واحدة منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.

الرهان الأهم على الساحة الفلسطينية حيث حماس يعتبراليوم جيشا نظاميا والفصائل المسلحة التي لا تعد ولا تحصى داخل غزة، التي تنسق عملياتها مع غرفة عمليات مركزية يقودها الذراع المسلح لحركة حماس – كتائب القسام. هناك فصائل مختلفة إلى حد كبير، تتراوح بين الجماعات المسلحة الماركسية اليسارية الصغيرة مثل كتائب المقاومة الوطنية إلى لواء القدس التابع لحركة الجهاد الإسلامي وغيرها. نصر الله أكد ان إيران هي القوى الإقليمية العظمى الذاتية , ونظرة للخارطة السياسية الدولية كافية للتأكد من سهولة إستهداف المصالح الأمريكية وأدواتها العربية , وان واشنطن غير مستعدة لإلتزامات مالية بعد خسارتها ل7 ترليون دولار في حروب بلا طائل .وهي غير مستعدة ايضا لتحمل أزمة إرتفاع برميل النفط لأكثر من 250 دولار للبرميل . لكن خطاب نصر الله طرح تساؤلا مهما حول مدى وجود إستراتيجية سياسية إيرانية تفضي الى إستراتيجية عسكرية سياسية تهدف إلى رفض الصفقة وتحرير فلسطين ؟؟، وهل تحالف محاورالمقاومة قائم على فكرة تشاركية لعمليات تكتيكية ؟؟؟ أم أن العامل المشترك به هوالعمل السياسي والوجود الإيراني.؟؟؟؟خاصة وان إيران تستهدف من الغرب كنظام معادي للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة وداعم قوي عملي لمحاور المقاومة ؟؟ نحن كشعوب عربية نقدر موقف حزب الله من إيقاف صفقة القرن ولا نسلم بانه غير معني بها, وربما يرضينا هذا الشعار لا لصفقة القرن في زمن أصبح الخضوع آفيون العرب , لكننا نقف أمام خطاب نصر الله وحديثه عن صراع السنة والشيعة لنتجه أيضا نحوإشكالية بين إسلاموية السعودية وإيران.. من يعيد تشكيل الشرق الأوسط؟

والى تحليل الديبلوماسي الإيطالي السابق ماركو كارنيلوس و فرضية مثيرة على الطاولة، وهي ما إذا كان من الممكن إبرام تحالف بين الشيعة وحركة الإخوان المسلمين السنية، العدو اللدود للسعودية والإمارات والغرب. وهو تحالف على الأرض بين الإخوان المسلمين، والإسلام السياسي الشيعي. في وقت أصبح الأخوان لا يخرجون للشارع قيد أنملة إلا من أجل القضية الفلسطينية رغم غياب صوتهم في هذه المرحلة الحرجة . وعلى الرغم من أن هاتين الحركتين كانتا ضمن طرفين متضادين في ساحة المعركة السورية على طول السنوات السبع الماضية، فإن عقلية المعادلة الصفرية التي تتسم بها المواجهة بين الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، والسعودية، والإمارات من ناحية، وإيران والعراق وسوريا وحزب الله واليمن من ناحية أخرى، قد تحولهم إلى حلفاء. وقد يسفر القمع الذي يتعرض له الإخوان في العديد من الدول وخاصة الخليج جنبا إلى جنب مع العقوبات المتجددة المفروضة ضد إيران وحلفائها عن تبني النهج التقليدي «عدو عدوي صديقي». فهل يحصل ؟؟؟؟

كاتبة من الاردن

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI