20 إبريل 2024 م


10 ديسمبر 2019 م 2310 زيارة
وورد نيوز عربيه : آمين تاكي ماخسرته حين تركت اليمن تصيبني بعض التعليقات السخيفة بالإرهاق العجيب ، عندما يقولون بأنني تركت اليمن اجمل دولة في العالم ، اليمن الحضارة والاصالة والتراث والمناظر الطبيعية لكني اتخذت قراراً بالكشف عن الاشياء التي خسرتها حين تركتُ اليمن وانتقلتُ الى اوروبا بحثاً عن (الملذات الدنيوية) كما يقول اولئك الساذجين خسرتُ رؤية اطناناً من النفايات مفروشة على طول اليمن وعرضها ، وخسرتُ مشاهدة النساء والاطفال الذين يأكلون منها بينما ربحتُ الحياة في شوارع اوروبية نظيفة واسعة تملأها الزهر وخطوط علامات السير والإشارات المرورية خسرتُ استخدام الدراجات النارية للمواصلات ، واستنشاق غازات عوادم السيارات ، وإنعدام المشتقات النفطية والمشاجرات. وربحتُ وسيلة التنقل بالقطارات ومحطات مترو الانفاق والاسكوتر والدراجات الكهربائية وهاي كلاس الحافلات خسرتُ رحلات السفر لساعات طويلة والخطيرة بين المدن اليمنية ، بحافلات راحة والنقل الجماعي والبيجوت في الطرق الوعِرة خسرتُ حوادث السفر بين اليمن والسعودية في طريق العَبَر ، خسرتُ إبتزاز الحوثيين في نقاط التفتيش والإهانات في منفذ الحدود السعودية بالمقابل ، ربحتُ مقعد في الطائرات الاوروبية يقودني الى أي دولة في الإتحاد الاوروبي ، وبمبلغ زهيد لايُذكَر. في وقت قياسي وسريع. إضافة الى إحتساء قنينة من افخر المشروبات الكحولية او البيرة على متن الطائرة خسرتُ حياة عبثية من دون كهرباء ، خسرتُ سماع إزعاج المواطير وإستنشاق سموم عوادمها ، والمساربة في المحطات لتوفير الوقود لها. خسرتُ خوفي على لوح الطاقة الشمسية والبطارية وإنارتها الخافتة المؤذية للبصر لكنني ربحتُ حياة مليئة بالأزاهير. كهرباء تضيء مدى الحياة. ربحتُ رؤية محركات الطاقة النظيفة ، محركات كهرومائية ومراوح طاقة الرياح العظيمة ، والاراضِ المُغطاة بالألواح الشمسية الموصولة بأعظم مخازن إنتاج الكهرباء ماذا اقول لكم؟ خسرتُ البحث عن وايت الماء من "طرمبة" الى اخرى ، خسرتُ إبتزازهم لنا برفع الاسعار ، ومواعيدهم المزيفة. كما خسرتُ الوقوف أمام الفرن لتسخين ماء الإستحمام فربحتُ راحة بالي بالحصول على حمام ساخن في أي وقت ، والمياة لاتنقطع خسرتُ رؤية أزياء شعبية باهتة اللون تافهة المعنى - ثوب سعودي وسروال رياضي ملون وشال فلسطيني ، وجنبية يمني - معوز لحجي وشال قطري وشميز صيني ، وجنبية يمني - بدلة رسمية واسعة مع كرفتة ، ويلبسوا عليها صندل - بنطلون قماش واسع اسود وفانيلة نص كُم داخله من تحت البنطلون خسرتُ إزعاج بصري فضيع بما يخص الازياء في اليمن لستُ أشمت بالناس ، والعياذ بالله وعلى نقيض ذلك ربحتُ رؤية ، بل ولِبس أزياء الماركات العالمية ، ملابس تُبهِج النفس رؤيتها فقط ، فما بالكم حين نلبسها ربحتُ التجدد ومعرفة ان لكل فصل من فصول السنة أزياء وألوان خاصة ، لاتتناسب مع غيرها من الفصول خسرتُ فضول الناس بكل حياتنا. ماذا تفعل ، اين تذهب ، ومن تصاحب ، ومن هم اهلك ، وما اصل قبيلتك خسرتُ الخوف من كل كلمة اكتبها او اقولها خسرتُ اللا امان في كل تحركاتي وسكناتي خسرتُ ضياع العمر من دون جدوى للإستفادة منه ، حتى لو طال الى ثلاثمائة عام في اليمن خسرتُ الثقافة الواحدة ، العادات والتقاليد الثابتة ، الامراض المتوارثة ، مناظر جرحى الحرب والحوادث في المستشفيات ، والمرضى اللذين يفترشون الارض في طوابير إستلام العلاجات المجانية. المتسولين ، المجانين ، المسلحين ، المُخزنين في الشوارع وتحت الجسور ، بائعي القات ، شاربي الشمة ، المتسخين بالمحصلة ، خسرتُ كل شيء يمني ، لكنني لم اخسر شيء لكنني بإختصار ، ربحتُ اهم شيء ، اهم شيء في الحياة أماني وحريتي واستقلالي
الهاشتاج
الأخبار المشابهة
19 يناير 2020 م
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI