28 مارس 2024 م


11 ديسمبر 2019 م 1975 زيارة
شاهي عدني بقلم آمين تاكي حصلتُ على اقامة مؤقتة في المانيا هذا اليوم لمدة ستة اشهر الى ان يتم تقرير وضعي في طلب اللجوء ماذا يعني هذا؟ تنصرِف افكار التنقل بين الدول الاوروبية والتشرد في الشوارع ونوم الكنائس ومحطات المترو ومداخل البيوت. وسأرتاح قدر الامكان من الإعياء والجهد النفسي ، ولا ارجوا العودة لتلك الحالة هكذا سأعيش هذه الفترة في هذه المدينة. المدينة الاولى في قلب اوروبا. حيث تهبط الثلوج في الشتاء منذ الصباح ، وهذا عامل في غاية الاهمية. لانني بِتُ اشعر انه يمنحني نقاءً ومعنى جديد للحياة لكنني سرعان ما اعود لتلك الفكرة ، ويصيبني الخوف من ان حياتي ستتعقد بفعل امراً لا يُستهان به (الوحدة) وحيدٌ انا ، ارافق نفسي ، فأنا ليس لديّ اصدقاء ، ولاحتى صديقة انتقلتُ منذ اربعة ايام الى ميونخ ، فإجتحتُها كالرعد ، او كما الريف يجتاح المدينة غالباً الفلاح مغبون في الريف فقط ، ولكن ما ان يكتشف المدينة ، يستحوذ عليها ببساطة ، ويطَبق على اهل المدينة قوانين الدجاج والماعِز يُحلل نفسيات السياسيين المعقدين ، كما يراقب كلابه التي تحرس الحظيرة. ياله من منطق ظافر يُحدِث الفوضى ، ويحول الحيوانات الى بشر ، والبشر الى حيوانات. ليس هذا لغزاً ، انظروا الى عبدالملك الحوثي واتباعه ، حين يحاولون إقناع الآخرين بأفكارهم ، فإنهم يتحدثون بإسم الله وآل البيت والولاية. فيلتزم الجميع الصمت حينها ، ويطأطئون رؤوسهم تحت تهديد السلاح الناري لكن الشعب الخرائي لديه الاسلحة النارية كذلك. بالتأكيد لكن الحوثي الريفي نزعها منهم ، وادخلها في ادبارهم. هذا كل مافي الامر تذكرتُ شيئاً ما ، بخصوص الحياة الريفية ومعتقداتها ، إنها افرشة النوم المرمية قُرب حاويات القمامة في اوروبا. راودني فضول غريب ، فشرعتُ اتقصى عن المسألة : ما ان يموت احد الاشخاص ، حتى يقومون برمي فراش نومه بعيداً إنها عقدة نفسية ، يظنون ان الموت يبقى معلقاً في الفراش ، مثل الطفيليات. وهل تعلمون كم يموت الناس بإستمرار؟ الكثير الكثير أثناء تجولي في ازقة مدريد ، لاحظتُ كم من النسائج الزهرية والزرقاء على الابواب ، والتي تُنذِر بمولود جديد. ومع كل ولادة ، هناك موت في مكان آخر بالمحصلة ، لقد قضيتُ معظم الليالي بالنوم على افرشة الاموات في مدريد ، ولم ترعبني تلك الافكار الريفية حتى حسناً ، فلنعد الى موقعي الجغرافي ، ألمانيا بإمكان المرء ان يلاحظ الفارق الكبير بين حياته السابقة ، والحياة هنا. الأمر واضح وبسيط جداً ينقسم العالم الى نصفين ، مثل الدُراقة. نصف الأمم تطأطئ رأسها ، وتعمل في الحديد والنسيج والبيتزا ..الخ ، يحفرون الدراقة بكد ، يُخرِجون الحبة ويجمعون حصادها ألف هكتار اما النصف الثاني ، فيحصل على نصف الدراقة ، ويأكلها بسهولة. لايقوم هؤلاء بأي شيء منذ الصباح حتى المساء. والدول العربية عموماً واليمن خصوصاً ، تُعد من النصف الثاني ، الكسول تراهم يقضون الوقت في مجالس القات ، وماذا يفعلون في اثناء ذلك؟ يثرثرون. إنهم محكومون بالثرثرة عن الحزب والحرب والدين ، ولا يتقنون فعل شيء سوى ذلك يبدأون بالمواضيع العامة ، ويمِلون. ثم يتحدثون عن حدث مثل مقتل الحمادي ويحللون الحدث حتى يملون. ثم يتحدثون عن فيديو لإحدى اليمنيات وعن منشورات علي البخيتي وإبنته ، فيملون. ثم عن الرئيس القادم فيملون ثم يخططون لتأسيس شركة ، لكنهم يتخلون عن المشروع بسبب التخديرة بعد رمي القات. فيذهبون الى المطعم او المطبخ لإحتساء شاي بالحليب ويتحدثون عن فوائده بعد القات حتى يملون وعندها تشدهم النميمة في مواقع التواصل للحديث عن اصدقائهم ومعارفهم والمشاهير ..الخ. لكن هذا لايكفي فالعاطلون عن العمل وقتهم فارغ ، فماذا يبتكرون فيه؟ الجهاد يقررون ان يسحقوا الحوثي والشرعية معاً ، حتى ينال منهم النعاس ، ويناموا بهناء بعد ان شغلوا نهارهم بالكلام هل فهمتم الان كيف تتكون ألغاز الحياة اليمنية؟ تتكون لأننا ليس لدينا مانقوم به. قررنا ان نقضي الحياة على انها إجازة ربما لأننا محظوظون بأماكن سياحية ساحرة
الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI