عربية WORLD NEWS:

بين  البين
أعيشُ في بيـــن الــــبين 
بين الحضورِ ... وبين الغياب 
بين مرارة الفراق .. وبين لهفة اللقاء 
فكم هو صعبٌ ان أكون في الوسط 
في وسط أنصاف الحب وبقايا المشاعر 
لأنام انا وقلبي على عتبات الكبرياء 
محتفظةٌ بدموع اللحظات التي لا تمر 
واقفةٌ انا والاماكن في حــــــــداد
ننتظر جميعاً تنهيد  الصباح 
وننتظرُ أياماً تشبهُ بعضها البعض 
فكيف سأهون على نفسي 
فكل ما مر عليا ما هو الا كوابيس الواقع
وقريبا سأعود الى أحضان الاحلام ولن انهض 
فهي ارحم بي منكم ... وأحن عليا من بعضكم 
فحتى النسيان خذلني ...
عجباً أيها النسيان ....!!
 لما لا تمد يدك لي ؟
فقد نضج الفراق وحان وقت قطافه 
فدعني ارتدي حداد الحب والاماكن 
وهبني في عزائي الصبر والسلوان 
فقد سقطت شهيدة بين الحب والفراق 
وبين كبريائي .. وعشق العناق 
اعطني يدك أيها النسيان ...
أقترب مني أكثر ..
عانق روحي .. 
ولا تلتمس وهم الاعذار ..
كن معي ولو في أحلامي 
لعلي أجد بين أحضانك الامان 
ولعلي أجد بين احضانك ملاذي الاخير .. 
كن معي .. أيها النسيان 
فقد توالت الاحداث في حياتي بسرعه قاسية 
حتى أنني لم اعد أفهم 
أو كما تقول أنت غدوتُ شديدة السذاجة 
أو أن اسمي لم يكن أبدا على قائمة المحظوظين 
وكأنني أنا وحظي سقطنا سهواً 
وبدون سابق إنذار 
أيها النسيان ... 
كل ما هو حولي أصبح يعكر صفو مزاجي 
لا جديد .. سوى الخذلان 
لا جديد .. سوى الصفعات المتكررة 
لا جديد .. سوى أنني غدوت باهتة 
 عزيزي النسيان ... 
ما زال كلامي لم يقنعك ان تأتي 
صدقني .. فأنا
منطقياً .. ما زلت أحاول الصمود 
واقعياً .. عدتُ الى الوراء مئة عام 
في كل مرة  أعود الى البداية 
الى بداية مراحل اليأس والجمود 
حينها اتذكر طفولتي ..
التي كانت اعوامٌ من الغيبوبة 
وسنين مراهقتي ..
التي لا اتذكرها اصلاً 
لكني أيها النسيان جربت مراهقة الشيخوخة 
فما أصعب أن تكبر بدون سنين 
وأن تحيا وانت تصارع الموت لأجل البقاء 
وان تحاول  أن تعيد تكوين نفسك 
ويأتي أحدهم ليعيدك الى رحم المعاناةِ من جديد 
فكل ما عشته كان عبارة عن نصف عام من الحزن 
والنصف الاخر ضجر 
وباقي اعوامي تعيسة لا جدال فيها 
عشتُ فيها بين حفنة من الفرح 
وكثيرا من الوجع ... 
بين صمت شاهق .. وكلمات لم تصل 
بين أشياء ترفض ان تموت 
وأشياء أخرى تقتلني رغم موتها