18 إبريل 2024 م


15 مارس 2021 م 1120 زيارة

WORLDNEWS عربية - من صفحة الشاعرة  آمل قزل  : اليوم

لا صمت يضاهي هذا الصمت المستتب كشرطي يفرض حظر التجول
هدوء غير معهود
يسري في الوجود
حتى أصوات أجراس الكنيسة الذي يتناهي لمسمعي يوم الأحد لم أسمعه اليوم..!!
خلل ما أستشعره
لا أعرف أهو مني!! 
أم من سيرورة الكون !
أعترف..
أني أضعف أمام الألم الجسدي وأوجاع الحياة حولي
وحين يستقر دماغك في التفكير بمن يحيطك تخاف أكثر وتمرض أكثر
ويزداد الوجعَ أضعافاً ويصير أسراباً  تتأهب لمعزوفه الرجوع الأخير..
ثمة لغة عنيدة بأصرار وترصد
بينك وبين لغة الألم النفسي الذي يتحول فيما بعد لصداع مزمن هي في الأصل كيمياء تتفاعل مع بعضها لتحلل أرض تفكيرك  وأنت في غيبوبة مرضية بين  رؤيا وواقع لا تستطيع التحكم بأنفعالأتك كما كنت ، فقط  تتأهب بحركات لا أرادية  لتستجمع طاقاتك المتبقية تضع يديك على عينيك المغمضتين حتى لا ترى هذا الواقع فتسترسل في الرؤيا  وتغربل الشرق مع الغرب، الشمال مع الجنوب 
تبدأ من شرق مشبّع بالحروب  رغم أنه مقدّس المكانة ومناطقه تعج بأضرحة الأنبياء والُمرسلين  والأولياء..تلك الأضرحة التي  ُُتُلثم صباح مساء ...
وتحتفل بالطقوس المختلفة والنذور  والقرابين والأضاحي فهي مصدر النور..والتمائم المباركة... وأنقى مكان للصلوات.. 
هذا الإيمان الموروث في كل المعتقدات وفي جميع الديانات كافٍ أن يلقننا دروساً في هذه الحياة ..كيف تغفر وكيف تسامح وكيف نحافظ على نقاء نفوسنا وأجسادنا وأن نغفر وأن نرحم وأن نتعايش  وأن نسعى للخير في كل الأوقات
لكننا...
حين خروجنا نكفر بتصرفاتنا ونسيئ لمن زرناه وناجيناه  وعاهدناه في السر أن نسير على تعاليمه قد ننقض كل العهود في لحظات!!  فأطباعنا المزاجية تتغير ويصبح السكون الداخلي  ضجيجاً مرعباً
والأنسان المسالم يستوطنه الشرَ  وننسى أين كنا! فنعود لنتقاتل !! ونندفع بأتفه الكلام  حال غضبنا.. نعود لنوبّخ ونشتم ونصارع ونتصارع مع أجناسنا في التكوين...نعود لنعلن الحرب وننبذ السلام..
ما أصعبنا!!!
ما أمر عيشنا!
ما أسودُ تفكيرنا!
عالم يحترق لا يروي قلبه بالحب ولا يظلل روحة بالسلام الداخلي
عالم القليل منه يفكر والكثير منه أحمق
عالم أستعبدته المادة فخرّ صريعاً تحت أقدامها،
عالم يعيش الرأسمالية فتنهار القيّم وتموت الرحمة
عالم متشنج الفكر والتفكير مشلول الحركة
عالم..
غُسلت أدمغته من زمنٍ بعيد، فلم يعد يرى إلا الشر..
ستان...
 هنا وستان هناك
وما أدراكَ 
من يحكم ستان الأخرى ومن يتحكم بستان الثانية..
لماذا نعيش تعساء ونموت أشقياء
تتحكم بنا رياح الأنواء
نبني ونعمل..لكننا نرحل!
نفقد الجمال رويدا رويدا
نكبر ،نشيخ، نعجز نصبح طُعماً للأمراض
مراحلنا الحياتية مواسم أنتقالية سيرة ومسيرة تنتهي في لحظات !!
لو فكرنا،لو أمعنا النظر،لو تريثنا في أحكامنا لكنا من أنتصر
مساكين نحن ...
نعرف..ونحرف..!!
السياسات تجرنا لهاوية والحروب تضربنا بيد من حديد تقودنا الى الجوع والتشرد والنفي  فلا حول لنا ولا قوة  الشعوب هي الضحية في أي حرب وقعت على البسيطة لا تترك إلا الدمار والخراب والمحن وما بعد الحرب يستغرق سنوات لترميمة... فتتراجع حياة الشعوب للحضيض.. وتسقط في بوتقة الحرمان من الحياة الآمنة 
مساكين...
لأن الشر مزروع فينا منذ قابيل وهابيل أو ربما من أدم وحواء والله أعلم...
مساكين لا نعرف أن نُمتع أنفسنا ونحن ندري أن سنوات أعمارنا قصيرة..
ننشغل بما لا يعنينا حتى ننسى أو نتناسى ويضيع العمر..
مساكين...
لا نرى الحياة الوردية
تلك المنحة السماوية تلك الجنة تلك الكرة التى نقيم عليها
مساكين..
 إن بقينا بهذا العقل الذي لم نستغله لحياة أفضل.. 
دعونا نتمتع بألوان قزحية،دعونا نُعلم أولادنا على المحبة وليس أن ندمر عقولهم بثقافة الأنتقام 
دعونا ننظر لخيوط  الشمس وننسج منها مستقبلا واعد لأولادنا والأجيال القادمة
 
دعونا نرى النور الذي يحيى الكون ويحيينا
دعونا نستمتع بالجمال نسمع موسيقى..ونشجع كل الفنون الموجودة في المواهب الأنسانية
نرفع منها  ونسعى لتطويرها 
 
دعونا نحافظ على البيئة ونخرج إليها لتمنحنا من عصارتها الحلوة نيرفانا السعادة  الطبيعية لنعود بكامل قوانا العقلية والنفسية
دعونا نحب بعضنا ففي الحب عطاء
دعونا نرحم كل المخلوقات فنحن مخلوقات منحها الله الشعور لتشعر ليس بنفسها فحسب بل بالأخرين
 
دعونا ندفع الحياة قُدماً بالعلم والمعرفة والأبحاث لتتقدم حياتنا للأفضل في مجالات الصحة والأقتصاد والإجتماع والفن والأختراع...  
دعونا نخدم الأنسانية بهذه المجالات...
دعونا نتطور... ونمسح ما ترسب في عقولنا من مواد سيئة وتراكمات.
الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI