اعلنت الاديبة والروائية الفلسطينية الدكتورة ايمان الناطور عن صدور مجموعتها القصصية الجديدة فوق عنق الزجاجة والتي صدرت في الرابع عشر من الشهر الجاري عن مركز الحضارة العربية في القاهرة بمديرها أ. علي عبد الحميد علي المشهور بمناصرته للقضية الفلسطينية قضية العرب جميعا ، وقد كتبت الاديبة هذه المجموعة من داخل الحرب الابادة التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة حيث خطت فيها قصص من معاناة مواطنين واسرى تحت انياب الحرب . وقد اشتهرت الاديبة الفلسطينية منذ اول ظهور اسمها بمناصرة القضايا الانسانية المجردة بلا تحيز ولاعنصرية كما أثبتت جدارة قلمها في عدة قضايا عندما كتبت بجرأة عن حقوق المرأة والطفل على طريقة الدين الاسلامي وليس على طريقة العادات والتقاليد في مجموعتها قيامة امرأة، وتحدثت باسهاب في مجموعتها السابقة رسائل الخريف الضائعة عن حقوق الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال مناصرة الاسرى في كل المنافي عبر العالم ، وتناولت الموضوع ذاته في كتاب على صهوة الشمس، وحاربت الجهل والمرض والسلبية عندما كان العالم في ذروة الكورونا عبر روايتها هي وكورونا هذه الرواية التي لاقت اقبالا عالميا وترجمت للغات اخرى غير العربية ومنحت الكاتبة على اثرها جائزة افضل شخصية لريادة الاعمال الانسانية لسنة 2020 كما تم تكريمها في القاهرة بحضور لفيف عربي وعالمي ضخم من رواد العطاء الانساني التابع لجامعة الدول العربية ، استهلت الاديبة ايمان الناطور مشوارها في نهاية عام 2019 عندما فاجأت المجتمع الثقافي العربي بصدور اربع روايات وقامت بتوقيعها دفعة واحدة في حدث لم تسبق له سابقة على الساحة الثقافية مما منحها لقب شمس الرواية الفلسطينية وهذه الروايات هي : فلسطين كنعان، ثمن دموعي، ياسمين، واقترب موسم الحصاد ، كان هذا الحدث قد احدث ضجة هائلة على الساحة الثقافية مما حدا بقنوات اعلامية عربية وعالمية بالتكدس حول اسم الاديبة لعمل لقاءات صحفية وتلفزيونية وانتشارها بسرعة مذهلة وتوجيه الضوء من مخرجين ومنتجين مصريين للاطلاع على اعمالها قبل ان تحكم الحرب براثنها على قطاع غزة وتتوقف النشاطات الادبية والثقافية للاقلام الفلسطينية العظيمة التي خطت بحبر الدماء العظمة على جبين التاريخ .
وعرفت الروائية ايمان الناطور بدماثة الخلق وتأثير القلم وقد نجحت في هذا واستذكر في هذا السياق ما ذكرته في حوار صحفي سابق لها مع المذيعة الجميلة نادية الشاذلي عندما سألتها :
"هل تعتقدين انك استطعت ان تثبتي ان المراة المحافظة أيضا يمكنها ان تنجح و انها ليست أقل من المرأة المتحررة أو المنفتحة على طريقة المجتمع الغربي ؟ هل استطعت فعلا ان تثبتي هذا ؟
عندما أجابت الأديبة بثقة :
"نعم أنا يا سيدتي الفاضلة استطعت أن أثبت ان الحجاب لا يعيق نجاح المرأة بل يزيدها قوة وتأثيرا .. و تسعدني تلك المحاولات التي وصلتني لنساء معجبات يحاولن السير على خطوات إيمان الناطور . أنا لم تعجبني كلمة: (البعض يحاولن تقليدكِ) هذا العنوان الذي ارسلوه لي مع بعض المحاولات لنساء فاضلات و رائعات و أقول لهن هذا يسعدني و يزيد شعوري بثقل الأمانة الملقاة على كاهلي . و على العكس من كلامك ارى نظرة الاحترام الشديد في عيون كل من اقابلهم اما اولئك الحاقدين فأنا اصلا لا أتذكرهم و لست متفرغة للتفكير بهم. انا وبالكاد اجد الوقت لتطوير نفسي كل يوم لاصبح أفضل من اليوم السابق. و لدي مبدأ ان كان نجاحي سيتوقف على رضا هؤلاء الحاقدين الذين اصطدموا بشخصيتي المحافظة و بتمسكي بديني فانا لست مضطرة لهذا النجاح الذي يجمعني بهم و الذي يسلبني كرامتي و اخلاقي و احتشامي لدي الكثير من المجالات الاخرى التي يمكنني ان ابدع فيها دون تنازل عن حشمتي و عن حجابي . و دائما ستجدين من يحترم فيكِ تلك الشخصية المحافظة و من يقدر قيمتك و حجمك الحقيقي . و لا تنسي قول رسولنا الكريم : الخير في و في امتي الى يوم القيامة. صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ."
وتواصل الأديبة رسالتها للمرأة والتي لا تكف عن ترديدها وهي الرسالة التي ختمت بها اللقاء في برنامج حوار صريح :
"أوجه رسالتي لكل امرأة أو هو سؤال يجب أن تواجه به المرأة العربية نفسها ..
أقول لها : أنت نصف الأمة .. ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر .. فأنت أُمّة بأسرها .. ولا يستطيع الرجل أن يقود التطور وحده .. تُرى هل آن الأوان لتعيدي النظر .. ؟ تُرى هل آن الأوان لتعرفي قدرك و حقك الذي منحه لك الاسلام وتعرفي دورك ؟! الجواب لكِ أنتِ .."
ولم تنس الاديبة التعبير عن دور المرأة ومعاناتها تحت سوط الحرب في مجموعتها الجديدة فوق عنق الزجاجة، التي ذكرت فيها معاناة الأسرى من رجال ونساء، ومعاناة الناس تحت نيران الحرب وخيام النزوح، عبر قصتها قلم حبر احمر، وقصة طعنة حظ، المعلمة، قبل السفر، النبوءة، وقصة قديمة، كلب واحد لا يكفي، الوصية، اذرع الأخطبوط، وقصص أخرى ،كما جسدت أبناءها كمعاناة لكل الاطفال والشباب في قصتها " ان كنتم لا تعلمون" عندما ذكرت في النص :
"في مرحلة ما ..يجب عليك ان تمتلك طاقة هائلة لتتمكن من تجاوز المرحلة دون أن تقضي هي عليك ..
السؤال هو .. كم يمكن أن تطول المرحلة وكم مرحلة أكثر منها قسوة ستجلب بعد تجاوزها . وهل تمتلك كل هذه الطاقة للاستمرار بالتجاوز ؟!!
أحيانا تستطيع .. غالباً ستنهار تحت ثقل الملحمة ..
ما حدث هو أن هذا الحمل الهائل كاد يهزمني لولا وجودكم أمام عيني في كل ثانية ..
وكلما حاصرني الموت وهزمني ثقل الملحمة تحضرتني كل المرات التي عانقتكم فيها وقلت أنني أحبكم، كنت صادقة فيها إلى حدٍ لن تدركوه حتى تأخذوا مكاني .. ما كان مني إلا أن عشت معكم ، وانخرطت في تفاصيلكم دون أن تشعروا بوجودي، وأن ايام الحرب قربتني منكم أكثر حتى أصبحتم أمام عيني طوال الوقت وأنتم لا تعلمون.. بجوار خيمتكم كنت وفيها ومن حولها ، إنها الحقيقة المخفية التي ستظل تسكنني ما حييت .. لا حياة بغيركم ولا حياة من غيركم ..
أحبكم ."