25 إبريل 2024 م


محمد عباس ناجي الضالعي
11 يونيو 2019 م 1218 زيارة

عربية WORLD NEWS:

بعد الاستقلال الوطني للعربية الجنوبية عام 1967م بدلا من بناء وطن ودولة واستعادة الهوية الوطنية الجنوبية ظهر تيار جنوبي يساري متطرف يؤمن بافكار بعيدة الى حد كبير عن واقع وتاريخ بلاده.. ولكي يثبت تقدميته دخل في منافسة شديدة مع الروس صناع الفكر الذي يستلهمه. حيث كان يرى ان الروس مقصرين في فكرهم واقترح اضافات الى ما قاله فلاديمير لينين قائد ومفكر الثورة الروسية. بل سخر سياسة وخيرات بلاده لنصرة حركات التحرر في كل قارات العالم.

ولانه يؤمن بالفكر الثوري دخل في عداء مع جواره العربي باعتباره جوار رجعي متخلف يؤمن بالدولة الوطنية اما هو فلا يؤمن بها ولا يؤمن بالهوية الوطنية ومن واجبه ممارسة نهجه عمليا وذلك من خلال دعم نضال القوى  المناهضة لنظام صنعاء فسخر لها ثلث ميزانية الدولة وتقاسم معها السلطة والوطن. بل جعل لها الاولية في كل شيء.. وفي النهاية وايمانا بنهجه اليساري سلم لنظام صنعاء الرجعي الوطن والدولة.. وبعد حين ندم على اخطائه ولكنه لم يعترف انه هو من ارتكبها وانما يحملها الجنوبيين من اصول شمالية وهو بذلك يخدع او يكذب على نفسه.. وتصديقا منه لكذبته يمارس ضدهم اليوم نظرة شوفينية مقيته.

اما اليوم فهناك تيارين جنوبيين يرفضان تصحيح اخطاء الماضي.. الاول وهو المتمسك بالوحدة المقبورة بقيادة عبدربه منصور هادي وهو لا يؤمن بها مطلقا ولكن تمسكه بها حفاظا على مصالحه ولكنه للامانة لا يقدم تضحيات في سبيلها وانما يجني منها الاموال.

اما التيار الجنوبي الثاني وهو التيار السلفي ( التيار الوهابي السعودي) وهو تيار ديني متطرف يؤمن ان من واجبه تطبيق الدين الاسلامي اكثر مما طبقه محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام.

ولهذا لا يؤمن بالدولة والهوية الوطنية وولائه ليس لوطنه وانما ولائه لقيادته في السعودية وينفذ اوامرها حرفيا من خلال محاربة جماعة الحوثيين بحجة انهم شيعة روافض مع انهم شيعة منذ 1200 سنة وجيران السعودية وكانوا حلفاء لها.

وتطبيقا لنهجه العابر للحدود يقود حربا على الحوثة الشيعة خارج حدود وطنه في كل من الساحل الغربي وفي الضالع ويسعى الى تحرير الشمال البالغ عدده 25 مليون نسمه من حكم الشيعة تنفيذا لرغبة قيادة فكره في السعودية مع ان 35 في المئة من سكان السعودية هم شيعة ومثلها بقية دول الخليج يوجد فيها الشيعة. ولكن تلك الدول لم تسع الى التخلص من شيعتها وانما من شيعة الحوثة ليس تطبيقا لواجب ديني وانما لاهداف سياسية.

ولكن يتميز هذا التيار عن سابقه انه في سبيل فكره الخاطئ يقدم تضحيات بشرية كبيرة وجند كل اتباعه بما فيهم الاطفال والزج بهم في محارق الموت تحت شعار ديني.. ومن يرى اصرار هذا التيار المتطرف في الضالع على تحرير مديريتي الحشا ودمت وكأنهما مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وبهذا يمكن التوصل الى نتيجة مفادها ان الجنوبيون اذا أمنوا بفكر سواء كان ثوري او ديني يكونون متطرفين اكثر من اصحاب مصدر الفكر ذاته وفي النهاية يقعون في اخطاء قاتلة ويدفعون ثمن تطرفهم وطنهم ودولتهم وارواحهم.. وفي الاخير سيضعون اللوم على غيرهم بانه سبب كوارثهم..

ما اشبه تطرف اليوم بالامس وان اختلف الشعار سواء كان ثوري او ديني.. ولا حول ولا قوة الا بالله ايها الجنوبيين من تطرف الى اخر .. حسبنا الله ونعم الوكيل.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه ونحن معهم بحوله وقوته.

كاتب يمني

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI