18 إبريل 2024 م


22 يوليو 2019 م 1568 زيارة

عربية WORLD NEWS: 

 لا بد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي : الفقر والبطالة والجوع والجهل، لأن الانشغال بالأيدلوجيا الدينية ومحاولة الهيمنة على المجتمع ، وفرض أجندات ووصاية ثقافية وفكرية عليه، لن يقود إلا إلى مزيد من الاحتقان والتنازع. فالناس مع الجوع والفقر والجهل ، لا يمكن أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة وتطوير الإقتصاد ومكافحة الفساد والإستبداد والتبعية..!! نحن المسلمين، صرفنا أوقاتا وجهوداً كبيرة في مصارعة طواحين الهواء عبر الدخول في معارك تاريخية، مثل الصراع بين السنة والشيعة وغيرها من المعارك القديمة. نحن، في ماليزيا، بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات، وقعنا في حرب أهلية، ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع!! خلال تلك الاضطرابات والقلاقل، لم نستطع أن نضع لبنة فوق اختها!!

فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حل الأمن والسلام . كان لزاما علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية، دون استثناء لأحد، والاتفاق على تقديم تنازلات متبادلة من قبل الجميع لكي نتمكن من توطيد الاستقرار والتنمية في هذا البلد. وقد نجحنا في ذلك من خلال تبني خطة 2020 لبناء ماليزيا الجديدة. وتحركنا قدما في تحويل ماليزيا إلى بلد صناعي كبير، قادر على المنافسة في السوق العالمية، بفضل التعايش والتسامح .. إن قيادة المجتمعات المسلمة، والحركة بها للأمام، ينبغي أن لا تخضع لهيمنة فتاوى الفقهاء والوعاظ..فالمجتمعات المسلمة، عندما رضخت لبعض الفتاوى والتصورات الفقهية، التي لا تتناسب مع حركة تقدم التاريخ، أصيبت بالتخلف والجهل!! العديد من الفقهاء حرموا على الناس استخدام التليفزيون والمذياع والطباعة وآلات التصوير ، وركوب الدراجات، وشرب القهوة، والموسيقى والرياضيات والكيمياء والفيزياء ، ومنعوا تعليم وعمل المرأة بل وجرموا تجارب عباس بن فرناس للطيران!! افتى العديد من الفقهاء السنة والشيعة بأن قراءة القرآن كافية لتحقيق النهوض والتقدم ، وقد أثر ذلك سلبًا على المجتمع. فقد انخفضت لدينا نسب العلماء في الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، بل بلغ الأمر، في بعض الكتابات الدينية، إلى تحريم الاشتغال بهذه العلوم وتكفير العلماء المؤسسين الأوائل أمثال بن سينا والخوارزمي وبن الهيثم والرازي والفارابي....!!

أن حركة المجتمع لا بد أن تكون جريئة وقوية، وعلى الجميع أن يُدرك أن فتاوى وآراء الفقهاء والوعاظ والمقلدين والنخب الحزبية والسياسية الدينية ليست دينًا. .. من الخطأ تقديس أقوال المفسرين، واعتبارها هي الأخرى دينًا واجب الاتباع!! “إن الله لا يساعد الذين لا يساعدون أنفسهم” ! فنحن المسلمبن، قسمنا أنفسنا جماعات وطوائف وفرقا، يقتل بعضها بعضًا بدم بارد، فأصبحت طاقتنا مُهدرة بسبب ثقافة الثأر والانتقام التي يحرص المتعصبون على نشرها في أرجاء الأمة، عبر كافة الوسائل، وبحماس زائد، ثم بعد كل ذلك، نطلب من الله أن يرحمنا، ويجعل السلام والاستقرار يستوطن أرضنا.. نحن أبناء اليوم، وأبناء ماليزيا الموحدة، نعيش تحت سقف واحد، ومن حقنا جميعًا أن نتمتع بخيرات هذا الوطن.

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI