24 إبريل 2024 م


1 فبراير 2020 م 1762 زيارة

WORLD NEWS
عربيه-متابعات: رفض الفلسطينيون رفضاً تاماً خطة دونالد ترامب المقترحة للسلام في الشرق الأوسط، بعد أن أتت بنود المقترح كلها على خلاف مصلحتهم. وقبل الإعلان عن الخطة يوم الثلاثاء 28 يناير/كانون الثاني 2020،

أشار ترامب إلى أنه يعلم أن القادة الفلسطينيين سيكون شعورهم حيال الخطة على هذا النحو، وسيرفضونها. فلمَ إذاً الإفراج عن الخطة من الأصل؟ وكيف يساعد كل ذلك الرئيس الأمريكي الذي يراهن على دعم الإنجيليين في الانتخابات القادمة؟ 

تقول صحيفة The New York Times الأمريكية، إن توقيت الإعلان عن الخطة المقترحة كان يهدف إلى مساعدة بنيامين نتنياهو في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في 2 مارس/آذار المقبل. فالتنازلات غير المسبوقة المقدمة لإسرائيل بموجب الخطة يمكن الترويج لها في الوطن على أنها كانت نتاج علاقته الوثيقة والفعالة بالبيت الأبيض. كما أن ترامب مستفيد أيضاً بشكل كبير، بالنظر إلى تحقيق محاكمة العزل الجاري، يأمل ترامب في أن يكشف إعلانه عن خطته بتقديمه كرجل دولة يتحلى بالبراعة السياسية،

ما سيكسبه رصيداً أكبر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، حيث يراهن الرئيس الأمريكي على خزّان أصوات المسيحيين الإنجيليين، أصحاب القوة والضغط والنفوذ في الولايات المتحدة الأمريكية

من هم الإنجيليون الأمريكيون ومما تتشكل قوتهم الضاغطة؟

 

يعتقد كثير من المسيحيين الإنجيليين أن الله وعد الأرض المقدسة لليهود، وأن عودتهم إلى السلطة في جميع أنحاء الأرض ستأتي بالمجيء الثاني للمسيح.

وكلمة «إنجيلي» هي الترجمة الشائعة لمصطلح «إيفانجيليكل» (Evangelical)، ويُقصد بها في الولايات المتحدة كل الطوائف المسيحية البروتستانتية التي تميزت عن البروتستانت التقليديين بعدد من المعتقدات، أبرزها إيمانها بمفهوم «الولادة الثانية» أو ولادة الروح، ويُعتقد أنهم يشكلون نحو ربع سكان الولايات المتحدة.

حيث  يرجع تاريخ الإنجيليين إلى القرن الثامن عشر حين كانت أميركا مجموعة من المستعمرات، لكن هذه الطائفة مرت بتحولات عديدة حتى صارت مشهورة في يومنا هذا بنشاطها السياسي وانخراط كثير من أتباعها في صفوف «اليمين المسيحي»، وتقاطعها فكرياً وسياسياً مع إسرائيل والحركة الصهيونية.

خزّان أصوات ترامب

 

تقول الكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز، ميشيل غولدبرغ إن ترامب «غير المتدين» يعتبر «حصان طروادة لليمين المسيحي» الذي يريد السيطرة على السياسة الأمريكية.

إذ شكّل المسيحيون الأمريكيون الإنجيليون كتلةَ تصويتٍ قوية لدونالد ترامب في عام 2016، بنسبة تصويت له بينهم بلغت نحو 80%، وهم الآن يحشدون كل قوتهم من أجل فوزه في الجولة القادمة من الانتخابات الرئاسية نهاية عام 2020

ويقدم الإنجيليون دعماً كبيراً لترامب، بالرغم من أنه لا يمثل شخصية تتمتع بالقيم الأخلاقية أو الدينية التي يدافع عنها المسيحيون المحافظون، فهو رجل مطلق، وارتبط اسمه بفضائح مع ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز. ورغم أنّه «خاطئ»، فإنه يحظى بدعم كبير من الإنجيليين.

 

تقول القسيسة باولا وايت، المستشارة الروحية الخاصة بالرئيس الأمريكي، في إحدى عظاتها المتلفزة: «حين تقول لا للرئيس ترامب كأنك تقول لا لله».   وكانت باولا وايت أوّل امرأة في التاريخ تتلو الصلاة خلال مراسم تنصيب رئيس أمريكي عند أداء ترامب اليمين عام 2017. في إحدى عظاتها المنتشرة على الإنترنت، تقول: «حين أطأ أرض البيت الأبيض، فإنّ الله يطأ أرض البيت الأبيض. لديّ كامل الحق والسلطة لأعلن البيت الأبيض أرضاً مقدسة، لأنني كنت أقف هناك، وكل مكان أقف فيه هو مكان مقدّس».

 

داخل البيت الأبيض

 

لكن دور الإنجيليين في تشكيل سياسات ترامب لا تقتصر أسبابه على أن الرئيس يريدهم أن يصوتوا له في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني. إذ هناك أيضاً إنجيليون داخل إدارة ترامب ذاتها، مثل نائب الرئيس مايك بينس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، الذين يقال إنهم يضغطون لصالح نوعٍ من الدعم لتطلعات إسرائيل التوسعية على النحو المفصّل في الخطة الجديدة.

لكن هذه التطلعات تقضي على فكرة وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية ذواتي سيادة جنباً إلى جنب، كما اعتادت الإدارات الأمريكية السابقة قول إنها تسعى لذلك. وبحسب رويترز فإن حملة ضغط شديدة متواصلة شنها المسيحيون الإنجيليون في الولايات المتحدة كان لها دور في دفع ترامب إلى اتخاذ قرار سابق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، والإعلان عن صفقة القرن الآن

 

ويبدي كثيرون من الإنجيليين الأمريكيين تضامنهم القوي مع اليمينيين في إسرائيل ويشعرون بوجود رابطة راسخة في الإنجيل تربطهم بالدولة اليهودية. ويصر المسيحيون منذ فترة طويلة على أن الاعتراف الرسمي بالقدس التي تضم أماكن مقدسة عند المسلمين والمسيحيين واليهود كان يجب أن يحدث منذ مدة في أعقاب القرار الذي اتخذه الكونغرس عام 1995 بنقل السفارة من تل أبيب، واعتبار القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.

 

دعم مالي هائل لترامب

 

كان المسيحيون الإنجيليون أصحاب دعمٍ مالي هائل لحملة ترامب في عام 2016، إلى جانب آخرين أرادوا يروا بعض العائد على الدعم الذي قدموه خلال الانتخابات الأخيرة، وهو ما انعكس في تلك الخطة المقترحة.

ومنهم «أيباك»، مجموعة الضغط القوية المؤيدة لإسرائيل، والتي أيدت بالفعل خطة ترامب المقترحة في الشرق الأوسط، قائلة إنها تقدر جهود الرئيس

 

ومن بين هؤلاء في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض، حيث جرى الإعلان عن الخطة، كان «المتبرع السخي» شيلدون أديلسون. فقد دفع ملياردير الكازينوهات عشرات الملايين من الدولارات إلى خزائن الجمهوريين، ونحو 20 مليون دولار لحملة ترامب في عام 2016.

وكان أديلسون داعماً صريحاً للخطورة الرامية إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حتى أنه عرض المساعدة في دفع تكاليف سفارة أمريكية جديدة هناك، وقد أخذ يهتف تأييداً لترامب خلال الإعلان عن تفاصيل الخطة الجديدة المقترحة

ويلعب الإنجيليون أدواراً أخرى داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بتقويض أي حراك داخل المجتمعات العربية والإسلامية في أمريكا. أما خارجها، يقوم قادة الإنجيليين بجهود دبلوماسية في عدة بلدان عربية حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد التقت وفود منهم بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكثر من مرة بين عامي 2018 و2019، وكذلك التقوا بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وزاروا الإمارات في الفترة ذاتها وما بعدها مرات عدة والتقوا قادتها

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI