25 إبريل 2024 م


اسرة التحرير
8 مارس 2020 م 1875 زيارة

بقلم: د. صادق القاضي

حدثنا "عيسى بن هشام". قال: وُلد "الحوثي" في ليلة قَدْر، فدعت له أُمّه أن يكون محظوظاً، فإذا بهاتفٍ يقول: قد أدركتِ الإجابة،. فأيُّ حظٍ تريدينه لهذا الغلام.؟
قالت: أن يعطيه الله بسطةً في المال.
قال: طلبت ما قد ينفد..
قالت: أن يعطيه الله بسطةً في الجاه.
قال: طلبت ما قد يُفقد..
قالت: أن يعطيه الله بسطةً في العقل..
قال: طلبتِ ما قد يزيغ.
قالت: الخيرة فيما اختار الله.
قال: أن يرزقه الله بخصومٍ حمقى، هذا هو المال الذي لا يفنى، والجاه الذي لا يبلى، والعقل الذي لا يزيغ..
 قال الراوي:
فرزقه الله بخصومة "الإخوان": ثوّار الزحام، وزبانية النظام، يرعون مع الراعي، ويأكلون مع الذئب، لهم أوّل وليس لهم آخر، وكما قال الشاعر:
أظهروا للناس ديناً .. وعلى الدينار داروا
وله صاموا وصلّوا .. وله حجّوا وزاروا
لو بدا عند الثّريا .. ولهم ريشٌ لطاروا
قال "عيسى بن هشام":
وكانوا قد تفرعنوا في الديار، وأعجزوا اليمين واليسار، إلى أن جاءتهم هذه الآفة، راكبةً نفس الخرافة، بعد أن روّضوا لها الشعب بالأسلمة، وأفرغوا لها النظام الجمهوري من كل مكرمة، وسنّوا لها التلبس بشكل هذا النظام، والجبة التي تناسب الخليفة تناسب الإمام.

قال: وما كان لذلك الفرد أن يصبح هذا المجموع، وهو بلا مالٍ ولا مشروع، ولا أن ينتصر عن جدارة، لو لم يكونوا في الصدارة، ولا أن يصل إلى صعدة، لولا أن الله صدق أمّه وعده، وسخّر له في كهوف الشجون من يعالجون الرمد بفقئ العيون.. ويواجهون الرمضاء بالنار، فذاع صيته في الأمصار..
حاربوه بجنرالات البطش والفساد، فمنحوه المظالم والعتاد، وواجهوه بمشائخ الفيد والرذائل، فصار منقذ القبائل، فاتخذوا الطائفية ذرائعْ، فأصبح بطل الزيود والشوافع.. وما زالوا يجرونه من فتنٍ إلى فتنْ، حتى أوصلوه من مرّان إلى عدنْ.

وإليه آلت ثمار فسادهم في الدولة وشركات المساهمة، وجنى حصاد نخرهم للثورة والشرعية والمقاومة.. فسبحان من شاكلَ وسخّر، وكتب نهاية الحَبّ التالف على يد الكيّال الأعور.
قلت: يا أبا الحارث. لا تقحم الله في هذه الكوارث، فلا علاقة له بهذا الدين المسيس، والجهل المقدس، ومن عدله جعل الصراعات بين البشر محكومة بالقدرة لا بالقدر.
قال: فما بال هؤلاء "الخُبرة" يخسرون وبيدهم القدرة. المال والرجال، والكاش والكلاش.. فإن لم يكن أولئك أنصار الله، فربما هؤلاء إخوان الشيطان، وإلا ما الذي يفسر. خسارة القوي المدبر؟!

قلت: وأين دهاء إبليس من غبائهم في التدليس.!؟ يتأرنبون فيفضحهم الأرنب، ويتثعلبون فيأكلهم الثعلب، فيخسرون كل رهان، ويغيرون جلودهم بعد كل هوان، ويتنقلون بين الأحضان، وكل يومٍ وهم في شان.!
أما علة العلل فهي التمادي في الخلل: التذاكي بلا عقل، والتباكي بلا ضمير، والتباهي بالقطيع، والحقد على الجميع، ولا يُسلمون أنفسهم من كيدهم حتى. تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى.!


كاتب يمني

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI