وجاء في المقال: حتى وقت قريب، كان الصراع الداخلي في ليبيا، في الجوهر، حربا أهلية. وأما الآن، فهناك احتمال لتفاقم جديد مرتبط بتدخل تركيا في الصراع الليبي الداخلي، وقد أدخلت أنقرة قواتها إلى ليبيا، بناءً على طلب حكومة الوفاق الوطني؛ فيما مصر تستعد، الآن، لتلبية طلب البرلمان الليبي تقديم الدعم العسكري. أي أن الحرب الليبية تحمل خطر التحول إلى صراع دولي، من حيث أن هناك دولا أخرى تقف وراء أنقرة والقاهرة.

لفهم سبب الوجود العسكري التركي في ليبيا (حيث يمكن لأنقرة الآن أن تحتفظ بالسيطرة على قاعدة الوطية الجوية والقاعدة البحرية في ميناء مصراتة)، لا ينبغي الذهاب بعيداً. السبب، في النفط. فلدى ليبيا أحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم. ونظرا لضعف طرفي النزاع الداخلي الليبي، يسعى جميع اللاعبين الرئيسيين في سوق النفط إلى ضمان حصتهم في إنتاج ومعالجة الهيدروكربونات الليبية. وتراهن أنقرة على نيل حصتها في شركات إنتاج النفط من الحقول البحرية في مياه ليبيا الحصرية، وعلى ضمان سفنها سلامة عمليات الحفر.

لن تتدخل روسيا ولا الولايات المتحدة، التي تربطها مصالح بكل من مصر وتركيا، علناً في هذا الصراع. ومع ذلك، فبشكل أو بآخر، سيتم تقديم دعم ما لكل من الطرفين، ولكن ليس على أراضي ليبيا نفسها، بالنظر إلى الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على الوجود العسكري الأجنبي وتوريد الأسلحة إلى هذا البلد. فسوف يتعين على مصر وتركيا حسم علاقاتهما في ساحة المعركة وجها لوجه، إذا ما حدثت هذه المعركة. ولكن ليبيا، التي كانت ذات يوم دولة غنية تحت حكم القذافي، ستبقى ممزقة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب