WORLDNEWS عربية - متابعات : مع الغلاء الفاحش و التدهور المريع للعملة والاسعار وحتى الأخلاق، الناس في تعز أصبحوا في وضع سكارى وماهم بسكارى، الحركة شبه مشلولة ولا احد مستفيد من الوضع لا تاجر ولا مستثمر ولا مؤجر ولا موظف ولا طلاب. ايجار الشقة التي كانت 40 الف ريال ارتفعت بقدرة قادر الى 100 الف وبدون نقاش. منذ أشهر لم يحدث اني عبيت دبة بترول لسيارتي بنفس السعر لمرتين متتاليتين..
في بوفية السامعي الشهيرة بالخمير والشاهي التي بجوار منزلنا، ما ان تكمل فطورك الا ويقفز نحو خمسة اشخاص يتسابقون على بقايا لقمة من الخمير المتبقي وهذا المنظر أشاهده كل يوم .. والله العظيم لولا المعونة الغذائية التي تصرف شهريا وتسد رمق الكثيرين لمات الناس بالجملة من الجوع .. وكل يوم تزداد شريحة الجوعى حتى لربما يدخلها كافة الناس بلا استثناء..
جامعة تعز هي الاخرى الان في ذروة الدراسة في شتى الكليات وتراها مثل المشلولة ، لم يعد يحضر من الطلبة الا القليل، أؤدي محاضرتي ويضع الطلاب بجواري عدة تلفونات تسجل ما أقوله بالمحاضرة علشان الطلبة الذين لايستطيعون الحضور وهكذا يفعلون مع بقية المدرسين ، وربما خلال الاسابيع القادمة سنضطر نسجل لهم المحاضرات من البيوت او نحيل المحاضرات اونلاين بشكل رسمي.
"الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف" وهكذا جاءت بهذا الترتيب . لابد من تحرك جاد ويبدأ من الان .. الان وليس غدا لايقاف هذا العبث في العملية الاقتصادية، مالم فان الشعب اليمني سيكون في عداد الموتى.. الشعب اليمني تحمل سبع سنوات من الحرب ولازال عنده القدرة للتحمل أكثر ولكن الوضع الاقتصادي وصل الى نقطة لايمكن تحمل أكثر منها ...
على المستوى الشخصي الاستعدادات للهجرة والرحيل سارية بوتيرة عالية على كل الأصعدة وإني أراها قد اقترب أجلها، ومثلي كثيرون يسابقون الزمن للهروب بانفسهم من هذا الوضع المزري، ولكن ماذا عن بقية الناس الذين لم يعودوا يستطيعون الخروج من بيوتهم. لا أستطيع أصف لكم وضع الناس كما هو فالوضع أسوأ بكثير ولم يعد يحتمل او يوصف.
اللهم ارحم اليمنيين برحمتك والطف بهم بلطفك وتولاهم بعنايتك .. اللهم لاتكلنا لأحد سواك فنهلك