20 إبريل 2024 م


سمير محمد
19 إبريل 2022 م 2332 زيارة

عربية WORLD NEWS: 

 

الحرب الروسية ضد أوكرانيا دخلت في شهرها الثاني منذ بدايتها في 24 فبراير 2022 وقد تقود تداعياتها إذا استمرت إلى قيام حرب عالمية ثالثة بين روسيا وحلفائها من جهة ضد الولايات المتحدة الأمريكية مع حلف الناتو من جهة وكل ذلك سببه الرئيسي هو أن أمريكا ترى روسيا كمنافسها القوي وخصمها العسكري عالميا والهدف هو بكل تأكيد من هذه الحرب هي الإطاحة بروسيا وتدميرها وجعلها تابعة لسيادة أمريكا مثل معظم دول العالم التي لم تسلم من التدخل الأمريكي في سياستهم الداخلية وبشكل مختصر استمرار الهيمنة الأمريكية عالميا. 

 

مما لا شك فيه تعتبر روسيا أقوى منافس عسكري للولايات المتحدة الأمريكية وإذا ما عدنا لما قبل قيام الحرب الروسية ضد أوكرانيا نجد أن روسيا زعمت ردا على الإدارة الأمريكية لفرض عقوبات ضدها في حال شنة روسيا حربا مع أوكرانيا أن إستراتيجية أمريكا لمحاولتها الضغط على موسكو يبين هشاشتها وعدم قدرتها على تحمل المنافسة القوية بين البلدين. حيث أن روسيا وأمريكا هما الأقوى عالميا من ناحية القدرات العسكرية والأسلحة مما يجعل بلا شك روسيا الخصم العسكري العالمي لأمريكا.

 

لهذا السبب تحاول الولايات المتحدة الأمريكية ردع روسيا ويمكن تفسير ذلك في الحرب القائمة حاليا بين روسيا وأوكرانيا وأن سبب إشعال فتيل الحرب ما هي إلا لإضعاف روسيا وانهيارها اقتصاديا وعسكريا وبالتالي منع تمددتها لدول الجوار واحتلالها وفرض سيطرتها على هذه الدول كما كان الحال في زمن الاتحاد السوفييتي. 

 

ولكن أعتقد أن سياسة الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية حيال هذه الحرب هي استخدام أوكرانيا كوسيلة لردع روسيا والدليل على ذلك لم تقم أي من الدول الغربية بالتدخل العسكري ومساندة أوكرانيا كما توعدوا بذلك. وهذا المشهد بلا شك لا يخفى على العالم و يمكن فهمه بأنه أحد السياسات المستخدمة من قبل الغرب على مر التاريخ وبالذات أمريكا كما حدث بالفعل في حرب الاتحاد السوفييتي ضد أفغانستان. حيث اكتفت أمريكا وحلفائها بدعم القوات الأفغانية والمجاهدين بالمال والسلاح لمحاربة السوفييت دون التدخل العسكري بالرغم من أن القوات السوفييتية ارتكبت جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق الشعب الأفغاني ولكن هدف أمريكا من الدعم لم يكن إلا لتحقيق مصالحها وهي استنزاف القدرات العسكرية والاقتصادية للعدو اللدود لها أي الاتحاد السوفييتي دون تدخل مباشر من أمريكا وحلفائها وفي نهاية المطاف شاهدنا انهيار الاتحاد السوفييتي اقتصاديا وعسكريا مما تسبب في انسحابه من الحرب.

 

أعتقد بأن سياسة أمريكا في الحرب الروسية الأوكرانية مشابها لسيناريو الحرب السوفييتية الأفغانية وهي استخدام أوكرانية كوسيلة لإغراق روسيا في مستنقع أوكرانيا بغيت الإطاحة بها وتدميرها اقتصاديا وعسكريا وبالتالي إخضاعها تحت سيادتها واستمرار فرض أمريكا وهيمنتها على باقي دول العالم. وخير دليل على ذلك ما نشاهده في هذه الفترة الحالية في الحرب الروسية الأوكرانية حيث أن أوكرانيا كانت الضحية تم استخدامها لمحاربة روسيا ومنع تمددها لدول الجوار لحماية حدودها وأمنها ضد حلف الناتو واكتفت الدول الغربية بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا دون التدخل العسكري لحماية أوكرانيا كما تعهدوا بذلك واكتفوا بالمشاهدة عن بعد لدمار أوكرانيا وانتهاكات حقوق شعبها جراء الحرب. 

 

أعتقد بأن سياسة الغرب باتت واضحة تجاه أي حرب تشعلها الهدف منها ليس إلا لتحقيق أجندتهم وخدم مصالحهم بالدرجة الأولى دون الاكتراث لحماية حقوق الشعوب وتطبيق العدالة والإنسانية. الحرب الروسية ضد أوكرانيا تبين لنا أن الأخيرة ماهي إلا ضحية لملذات الغرب خصوصا أمريكا التي تريد استمرار هيمنتها بالضغط على الشعوب الأخرى واستغلالهم وجرهم إلى الحروب لتحقيق سياستها وإن مايبين هذه السياسة هي محاولة ضم أوكرانيا لقوات حلف الناتو ليس لحماية الأراضي الأوكرانية وأمنها ضد روسيا بل خطط مدروسة وممنهجة لجر الدب الروسي لحرب طاحنة تعصف به اقتصاديا وعسكريا وتدمير قوته لإركاعه تحت سيادة الولايات المتحدة الأمريكية. 

 

فيتضح أن ما يسمى بحقوق الإنسان ليس إلا إدعاءات باطلة و شعار زائف لطالما أستخدمته الدول الكبرى بالذات أمريكا كمبرر لتحقيق مصالحهم. منذ متى أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها مناصرة لحقوق الإنسان واستقلال الشعوب وهي كلما وضعت قدمها على دولة انتهكت حقوق شعبها و دمرتها لتصبح تلك الدول أسوأ مما كانت عليه في السابق كالعراق وأفغانستان مثلا؟ أليس هنالك دول قمعية قائمة و تقاد بسياسة انتهاك كل مبادئ حقوق الإنسان والأمثلة هنا كثيرة كوريا الشمالية، إريتريا ومينامار وغيرها من الدول الأخرى؟ ولكن في المقابل لم نرى تحرك الدول التي تزعم مناصرة حقوق الإنسان وتطبيق القوانين الدولية لحماية الشعوب تجاه تلك الدول!.

 

أظن أنه يمكن إجابة هذه التساؤلات بعدة إجابات ولكن أفضل إجابة هي أن الغرب و في رأسهم أمريكا ليس لديها مصالح تحققها وتخدم سياستها في تلك الدول لذلك السبب يتضح أن ما يسمى بتطبيق حقوق الإنسان ما هو إلا عبارة عن شعار زائف يستخدم من قبل الدول الكبرى والقوية في العالم لتحقيق مصالحهم على باقي الدول المغلوب على أمرها.

 

وإذا ما فسرنا أسباب الحروب التي خاضتها أمريكا خارج ديارها بطريقة مباشرة كغزو أي دولة أو بطريقة غير مباشرة وهي إشعال حرب بين دولتين ولعب دور المتفرج عن بعد يتضح لدينا في نهاية المطاف أن من وراء تلك الحروب ما هي إلا لتدمير أي دولة تراها أمريكا منافسا لها في شتى المجالات أو لا تتماشى مع سياستها والتاريخ خير شاهد على ذلك. 

 

وبكل تأكيد لن تقف أمريكا في اتباع منهجيتها حتى ولو انهارت روسيا في الحرب القائمة حاليا مع أوكرانيا فإن لدى أمريكا منافس آخر ألا وهو العملاق الصيني الصاعد عالميا بقوة كمنافس للولايات المتحدة الأمريكية بكل تأكيد الصين ليست كحال روسيا التي ليس لديها إلا القوة العسكرية والسلاح بل أن الصين تنافس الدول الكبرى وفي رأسهم أمريكا اقتصاديا وعسكريا وهي حاليا في أعلى مراتب التصنيف العالمي اقتصاديا وعسكريا ناهيك عن باقي المجالات الأخرى التي وبلا شك تضعها في أعين أمريكا كمنافس قوي لها عالميا والأخطر.  

 

ولكن أعتقد لإزاحة الصين عن مكانتها العالمية سوف تستغل الولايات المتحدة الأمريكية التوتر المتصاعد بين الصين وتايوان ودعم الأخيرة بالمال والسلاح وقد لاحظنا في الفترة الاخيرة تزامنا مع الحرب الروسية الأوكرانية العديد من التهديدات الأمريكية تجاه الصين في حال شنها حربا على تايوان. حيث أن تايوان كانت قبل عام 1949 جزء لا يتجزأ من الصين وتحاول الصين استعادت تايوان وضمها تحت سيادتها وترى أن الحل العسكري هو الأمثل في حال عدم موافقة تايوان للجهود المبذولة سلميا. وقد ردت الصين بقوة على أمريكا حول تحركات الأخيرة لدعم تايوان بأنها سوف تدفع ثمنا باهظا في حال استمرار الدعم.

 

أعتقد في المستقبل القريب سوف يرتد صدى الحرب الروسية الأوكرانية إلى قارة آسيا بين الصين وتايوان حيث أن روسيا والصين لديهما نفس السبب في الحرب وهي منع وصول النفوذ الأمريكية بالقرب من أراضيهم وبكل تأكيد سوف تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي اللاعب الرئيسي هي هذه النزاعات لتحقيق مصالحها وخدم سياستها.












 
 
 
 
 
 
الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI