3 مايو 2024 م


5 نوفمبر 2019 م 1971 زيارة

عربية WORLD NEWS: خاص

العراق بلاد الرافدين وبلد الحضارات واحد منابعها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والذي يحمل بجعبته الكثير من العلماء والمفكرين ونوابغ العصر القديم والحديث يمر اليوم بمخاض شعبي وسياسي نادر الحدوث في جميع مراحله القديمة وعصر الحداثة.

حيث تشهد بلاد الرافدين اليوم حراك و ثورة شعبية هدفها إنهاء الفساد وإيقاف ضياع البلاد في ظل حكومة  وسلطة لايهمها الا تحقيق مصالحها والوصول لمبتغاها على حساب شعبها، ولكن لم تدم الفرحة لعصابات الحكومة فقد أبى الشعب العراقي لاستمرار كيد الخائنين الذين ضيعوا البلد ولم يراعوا الشعب وحقوقهم التي باتت ضائعة و تتقاسمها الأحزاب الحاكمة والمليشيات المسلحة من داعمي إيران. انتفض الشعب في مسيرة شعارها سقوط الطغاة وإن كان الموت امامهم بما يسمى بثورة تشرين ٢٠١٩ بسبب تردي أوضاع البلاد وانتشار البطالة واستشراء الفساد فيها وبذلك دق ناقوس الخطر الاقتصادي والاجتماعي لازالة الفساد والظلم والطغيان والجبروت الحكومي الذي جثم على ابناء العراق  لقرابة عقدين من الزمن.

ثورة الأحرار العراقية بدت صارخة لمطالبتها بتغيير سياسة البلاد وإيقاف مسار البلد الذي يمضي في طريق الفساد وانهيار الدولة العراقية، وهنا استمرت هتافات ونضالات الشجعان بمطالبة إسقاط الحكومة الحالية بقيادة رئيس حكومتها عادل عبدالمهدي وإحلال حكومة عادلة غايتها تشكيل حكومة تكنوقراط  تقدر حياة المواطن العراقي وعدم خنوعها وخضوعها لأجندات خارجية مثل إيران لتحديد مصير البلد وفي النهاية يتم دفع ثمنها الشعب فلم تشعل فتن الطائفية والمليشيات إلا بسبب نفوذ إيران وتدخلاتها في سياسة البلاد حتى أصبحت البلد في مهب الريح بين الميليشيات والاحزاب التي تسيطر على السلطة وتمارس السرقة والفساد ومواجهة الشعب المظلوم بالقمع والرصاص الحي.

توسع النفوذ الإيراني وتأثيره على سياسة البلد خلق تذمر شعبي واضح حتى أصبحت هتافات المتظاهرين لا تخلوا من المطالبة بخروج إيران وأتباعها من سدة الحكم وبت الفوضى ونهب البلاد للحفاظ على مصالحها. وبات واضح أن الأحزاب الحاكمة والميليشيات في العراق أصبحت عصا تتحكم بها إيران كيفما تشاء لتنفيذ مخططاتها وما يلبي طموحاتها. وذلك في رسالة واضحة من حالة التذمر الشعب العراقي ضد إيران وسياستها حيث هجم بعض المتظاهرين على القنصلية الإيرانية في كربلاء بجنوب العراق وتسبب ذلك في مقتلهم من قبل رجال الأمن.

وكانت نتيجة سيطرة إيران على العراق هو انتشار الفقر والبطالة وضياع الشعب العراقي وفي النهاية دمار البلد وأصبح المواطن العراقي لا يستطيع الحصول على أبسط الحقوق في بلده. وليس امامه الا مواجهة رجال الأمن الذي اتخذ القوة والقمع المفرط ضد المتظاهرين السلميين وسيلة للتعامل معهم. كل ذلك يظهر أن النظام الحاكم وصل لحالة فقدان الوزن والسيطرة وتم زعزعة هيبته التي كانت مبنية على الأساس بالإفساد والخضوع لأوامر إيران التي لم يستفيد منها إلا أتباع إيران من الحزب الحاكم وميليشياته وبكل تأكيد أكبر المستفيدين هي طهران. 

كانت موجة المظاهرات قوية ولازالت مستمرة حيث ندد المتظاهرون بشدة بإنهاء الفساد والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية و بالرغم من أن العراق المليئ بالثروات الطبيعية مثل البترول والغاز وجميع مقومات الدخل القومي المتاحة لكن يقف الفساد حجر عثرة أمام تقدم ورخاء أبنائه الذين طافوا مشارق الأرض ومغاربها للبحث عن العيش الرغيد والاستقرار النفسي والاجتماعي والذي يفتقرون له اليوم. لعل تلك المعطيات ذات أهمية لقيام ثورة تجتث الظالم وتقتلع الفساد من جذوره فهيهات بين المواطن العراقي بالأمس والعراقي اليوم اقتصاديا واجتماعيا أما ثقافيا وعلميا تجدهم دوما في المقدمة. 

وبكل تاكيد إستمرار المتظاهرين السلميين والمطالبة بإسقاط حكومة الرئيس عادل عبدالمهدي بالرغم من أن القوات الأمنية لم تتهاون في قمع وقتل المتظاهرين وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية بأن قوات الأمن العراقية استخدمت نوع غير مسبوق من القنابل المسيلة للدموع والتي تزن ٢٥٠ غرام والذي قد تكون قاتلة وعليه فإن لا فرق بين تلك القنابل واستخدام الرصاص الحي بحجة السيطرة على الاحتجاجات. ولكن كل تلك الاتهامات ضد الحكومة العراقية لم توقف استخدام قوات الأمن للقمع المفرط والقتل بالرصاص الحي للمتظاهرين بل انتقدت الحكومة العراقية كل تلك الاتهامات بشدة.

على الرغم من ردع القوات الأمنية المتظاهرين لم يتراجع المتظاهرين في ساحات الاحتجاجات والإصرار لتنفيذ مطالبهم بإنهاء الفساد والمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية على أمل أن تستجيب الحكومة لمطالبهم.

بلا شك وقوف الشعب العراقي وإصرارهم لتنفيذ مطالبهم سوف يحقق النصر للشعب بالعيش في حياة كريمة وإنهاء أذناب الدول الخارجية التي لم تستطع توفير أبسط حقوق المواطن العراقي وبالتالي عودة بلاد الرافدين في مقدمة الصفوف و رائدة في جميع المحافل والمجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعلمية.

 

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI