27 إبريل 2024 م


6 فبراير 2024 م 302 زيارة

World News عربيه : بقلم الدكتور عادل الشجاع 

سأدخل في الموضوع مباشرة وبلا مقدمات أو تمهيد ، فالعنوان يكفي لوحده لأن يصور حجم الكارثة التي حلت بنا وبهذا البلد صاحب الحضارة الموغلة في تاريخ البشرية ، البلد الذي خط على أرضه أول حرف علم البشرية القراءة والكتابة وأسست به أول ديمقراطية نظمت علاقة الأفراد فيما بينهم ، في الوقت الذي كان فيه معظم البشر يعيشون في الكهوف والغابات مثل بقية الحيوانات ، وبعض البشر لم يكونوا قد وجدوا على خارطة الحياة ، وكنا نحن ننحت من الجبال بيوتا .
 
والسؤال هو : هل حقا ، إن هؤلاء الصعاليك وذلكم التافهون والعملاء الساقطون ، ممن نطالعهم اليوم وهم يتصدرون المشهد السياسي والاجتماعي والإعلامي ، هل هؤلاء حقا هم من يمثلون هذا الإرث الحضاري العميق لهذا البلد العريق ؟
 
لقد صفق الكثيرون لخروج معين من الحكومة ، ورأوا في ذلك رضوخا من مجلس القيادة لضغط الرأي العام بعد كل الفضائح التي تورط فيها ، وفي رأي أن إعفاء معين من منصبه إهانة للشعب اليمني لاعتبارات أن الإقالة تزكي فساد معين وتلاعبه بالمال العام ، لكنه لم يحاسب ، ففيم ستفيدنا إقالته إن لم يحاسب ؟
 
مجلس القيادة نسي كعادته كل جرائم الفساد التي ارتكبها معين واكتفى بقرار إقالته من منصبه ، فبرزت الفضيحة من جديد وقد صارت فضيحتين ، فإذا كان الهدف من إقالته من منصبه هو عقابه على فساده وسرقته للمال العام ، فاللازم إجباره على رد الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة قبل مغادرة منصبه ، أما وقد غادر دون أن يرد ما سرقه ومما هو متهم ببيعه ، فهذا يطرح إشكالا كبيرا ، لأن الوضع الطبيعي أن يطالب برد ما اختلسه إلى خزينة الدولة مرغما لا راغبا ، تحت سوط سلطة القضاء .
 
لهذا فالواجب فعله في حالة معين إذا كان سبب إقالته مرتبطا بتداعيات الفساد هو مطالبته بإرجاع ما سرقه ، أما أن يتم إعفاؤه من منصبه وتحصينه بقرار مستشار ويذهب إلى بيته ليستمتع على مدى عمره بما سرقه فهذا منتهى العبث ، وذر للجمر المتقد في عيون اليمنيين وليس الرماد فحسب .
 
وإذا لم تكن الإقالة بسبب فساده ، فالأولى تركه يكمل جميله مع هذا الشعب ، فهو كما قال ، إنه لم يرد في كل قرار وجهد وفعل إلا تحقيق المصلحة الوطنية ، فحينما باع شركة الاتصالات كان يريد مصلحتنا وحينما باع النفط وحقوله كان يريد مصلحتنا وحينما سرق أموال الكهرباء وجعلنا نعيش في الظلام إنما كان يريد مصلحتنا ويريد كما قال تحقيق أهداف معركتنا المصيرية في استعادة الدولة وهزيمة الانقلابيين ، لكنه لم يقل لنا من هم الانقلابيون ، هل هم المجلس الانتقالي الذي انقلب على الشرعية ، أم مجلس القيادة الذي انقلب على هادي ، أم السعودية والإمارات اللتان انقلبتا على الشرعية الدولية ؟
 
أما رئيس الحكومة الجديد ، فسيرته الذاتية تكفي لنعرف من هو ، أول ممثل في ساحة الجامعة يوم قيل أن الشرطة استخدمت غاز الأعصاب ، خان رئيسه وسرب الاتصالات السرية التي بينه وبينه ، عبث بمؤتمر الحوار ودمر الدبلوماسية اليمنية وأساء للعلاقات اليمنية المصرية بزيارته لسد النهضة الإثيوبي بما أثر على اليمنيين المقيمين في جمهورية مصر العربية ، وأخلص إلى ما خلص إليه المفكر الكندي (آلان دانو) في كتابه "نظام التفاهة " إذ أقر بأن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم وأمسكوا بكل شيء بكل تفاهتهم .
 
كان البعض ينتظر تشكيل نظام سياسي جديد لكن هؤلاء البعض يجهلون أن من يدخل يده في برميل القمامة لن يستخرج منه إلا قمامة ، ومتى ما استبدلنا برميل القمامة بحديقة غناء ، يمكننا انتظار نظام سياسي جديد يرقى إلى المستوى الحضاري لليمن التي كانت عليه!.
 
الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI