27 إبريل 2024 م


نياز قاسم
19 ديسمبر 2019 م 1545 زيارة

بقلم: نياز قاسم

إنشاء دولة مؤسسات قوية يقوم بشكل محوري علي محو جميع ظواهر الجاهلية والا مدنية، والنتقل بعد ذلك للبناء والإزدهار. إن بقاء هذه الظاهرة يعرقل بناء دول  قوية ذات سيادة مستقلة. تعد من أهم هذه الظواهر ومن المعضلات الكبرى لبناء دولة هي القبلية. تقاسم السلطة مع شيخ القبيلة ومنحه صلاحية التصرف والعبث بأمور الدولة، لفرض قانون القبيلة، وعدم تجريمه، ومحاربة القبيلة يعتبر خيانة عضمى للدولة المركزية. وها ما يؤكد أن القيادة السياسة في مثل هذه الحال لا تمتلك مشروع بناء دولة قوية ذات مؤسسات متينة.  عندما نقرأ في تاريخ اليمن الحديث، سنجد أن مشايخ القبائل هم العدو الداخلي الأول للأمن القومي منذ قديم الأزل . فشيخ القبلية لايؤمن بالهوية الوطنية، ويتمرد عليها . لذلك كان أشبه بحصان طروادة للتدخلات الخارجية في اليمن. بل إن مصطلح شيخ تجرد من معناه الحقيقي، وهو الحكيم وأصبح مصطلح شيخ يرادف لفظ صعلوك او قاطع طريق .  إن المشايخ يتاجرون بابناء قبائلهم من أجل المال ومصالح شخصية، فتساهل الدولة مع ذلك، وتمكينهم  من السيطرة والنفوذ وممارسة التحكيم خارج النطاق الشرعي، وامتلاكهم السلاح، وضلوعهم بجرائم ضد الدولة، ووقوفهم  ضد تحسين البنية التحتية.. جميعها أمور في غاية الخطورة لها دور كبير في تفكك الدولة وانهيارها، وافتقار أبناء القبائل الذين يمثلون قطاعاً كبيراً من الشعب، بل ونستطيع القول أنهم ثلاثة أثلاث الشعب أو أكثر، إلى الإنتماءالوطني. محاربة هذه الظاهرة يكون بداية من خلال إرادة سياسية قوية يصاحبها ثورة تنويرية يقوم بها المثقفون ورجال الفكر بمناطق القبائل ذاتها.  التعليم هوا الأداة الفعالة للقضاء على هذا السرطان المجتمعي الخبيث واستئصاله من جذوره. يتوجب على الدولة بناء المدارس في المناطق القبلية، وإرسال معلمين يدعون الناس الى المدنية، وتصوير القبيلة بالوثنية، وسحب الغطاء من المشايخ القبليين عبر وقف الدعم المالي و منعهم من الالتحاق بالجيش او أي منصب من مناصب الدوله. وعليها أيضاً دعم ابناء القبائل أنفسهم عبر توسيع إطار الشؤون الاجتماعية والمنح الدراسية الداخلية والخارجية، وترسيخ مفهوم أن اليمن هو القبيلة الأم، وأن من يقاتل مع شيخ القبيلة خائن ويجب معاقبته. وذلك من خلال وقف مساعدات الشؤون الاجتماعية، وملاحقته من قبل الجهات الأمنية، ومنعه من الالتحاق  بالجيش أو أي قطاع من قطاعات الدولة. كما يجب على المجتمع نفسه محاربته اجتماعياً ترسيخ فكرة أنه خائن لوطنه ومجتمعه؛ لكي يكون عبرة لمن يحاول مجرد التفكير في أن يحذو حذوه، وبهذا سيتم التخلص من وباء القبيلة المنتشر في جسد المجتمع اليمني العريق. وهناك أمر بالغ الأهمية يتوجب على الدولة غعله، وهو ترسيخ شعار أن اليمنيين هم ابناء الدولة والأفضلية لمن يساهم في بنائها وتطويرها. اي حزب سياسي أغلبية أعضائه يحملون لقب شيخ، هو حزب خائن، ومرتزق، وعنجهي متغطرس، يجب مقاطعته؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه. أما الحزب السياسي الذي أغلبية أعضائه من الأساتذة والمثقفين، هو حزب تنويري يعكس الحداثة، والرقي، والتنوير. وعلينا انتخابه ودعمه.

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI