2 مايو 2024 م


نياز قاسم
30 ديسمبر 2019 م 1987 زيارة

 

 

اليمن ومعادلة القوى في الشرق الأوسط 

بقلم: نياز قاسم

 عندما ننظر الي خريطة الشرق الأوسط سنجد أن هناك أربعة أقطاب إسلامية (تركيا ،ايران، مصر، ودول الخليج) تتصارع على تزعم  قيادة الشرق الأوسط والضهور كلاعب محوري في ميزان الدول العظمى.  كل قطب يتملك مزايا قد تجعل منه دولة عظمى، وعيبوباً قد تغيبة عن الساحة الدولية. هذه المزايا والعيوب تتمحور في  التاريخ، والتركيبة السكانية، والإقتصاد، والجيش، والمساحة الجغرافية، التعليم، والديمقراطية... الخ. فإذا قارنا دول الخليج بالثلاث الدول الاخرى، سنجد أن الدول الثلاث (مصر ، تركيا، إيران) دول قامت بها حضارات عريقة، تمتلك عدد سكان يضاهي ضعفين أو ثلاثة أضعاف سكان الخليج بأكمله. ولها أيضاً مساحات شاسعه من الاراضي. هذه الدول الثلاث تمتلك جيوشاً قوية، وتكنلوجيا تصنيع في مجالات مختلفة، ومؤسسات دول قوية. هناك عامل قوي تمتلكه ايضا هذه الدول، وهو ا الهوية القومية (فارسية، تركية، وعربية) واستراتيجية النفوذ في الشرق الأوسط تعد خدمة قومية. وذلك على خلاف دول الخليج التي لا تمتلك تعريفاً لهوية وطنية، ولم تقم بها حضارات عريقه. تمتلك مساحات شاسعة، ولكن عدد سكانها أقل بكثير من دول الشرق الأوسط الأخرى. تمتلك المال ولا تمتلك مؤسسات الدول القوية، أو الاكتفاء الذاتي، أو تكنلوجيا تصنيع  الثقيل.  ولكن هناك عامل قوي قادر على قلب المعادلة في الشرق الأوسط، وهو اليمن. فدخول اليمن منظومة التعاون الخليجي سيحل نقط الضعف في دول الخليج؛ لأنه سيسمح لها أن تتساوى مع الدول الكبرى في الشرق الأوسط والتفوق عليها، من خلال  عدد السكان ذو الطابع العربي، والذي سيسمح بإعادة تعريف الهوية في الخليج العربي، بحيث لا تقوم على مبدأ طائفي أو قبلي بل؛ على مبدأ قومي عربي؛ لأن اليمن منبع الحضاراة العربية. وبنفس الوقت ستضيف الحضارات التاريخية اليمنية القديمة القدرة على مضاهات الحضارات العريقة الأخرى، و مساحة ومركز مائي إستراتيجي في الشرق الأوسط.  بالإضافه إلى نفوذ في شرق جنوب افريقيا. أما في الجانب العسكري، فاليمن سيضيف لدرع الجزيرة مقاتلين أشداء يتسمون بالسرعة والقدرة على القتال في المناطق الوعرة. دخول اليمن خطوة أولية لدول مثل العراق، وسوريا، والاردن، ولبنان، وفلسطين؛ ليكتمل شكل الدول العربية الكبرى في الشرق الأوسط. إيران وتركيا  تدرك هذه المعادلة، وتسعي لكسر الطريق على دول الخليج؛ لئلا تصبح أقوى كتلة في الشرق الأوسط، واللاعب المحوري في المعادلة الدولية. لذلك صاحب القرار في دول الخليج يمتلك خيارين لامفرمنهما، الأول هو اعتبار اليمن عدو لدول الخليج ومحاربتة وتقسيمه، وهذا يدفع اليمنين للتحلف مع أعداء دول الخليج. والثاني أن تكون هناك سياسة ورؤية حقيقية لدمج حقيقي. وهذا يتم أولاً عبر إيقاف التدخل في الشؤون اليمنية، ودعم المرتزقة من القبائل أو الملشيات، وإعادة تعريف الهوية القومية العربية في الجزيرة العربية ودول الشام، ولتي تحمل شعار الوحدة وترك الهوية الطائفيه التي ستقسم دول الخليج لمحاور، بحسب كل مذهب وطائفة، والتركيز على العامل المشترك في المنطقة، وهو القومية العربية.

 

كاتب يمني

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI