2 مايو 2024 م


15 فبراير 2020 م 3337 زيارة

WORLD NEWS عربيه - : 

نعم اننا نعيش ابايت وقصيد البردوني لحظة بلحظة لذى يطيب لي هنا ايها الاحبة ان أقرأ بائية البردوني قراءة أدبية لنستشف من خلالها وجدان ذلك الرمز الثقافي العربي الذي ظلمه الاعلام ولم يعطه حقه شاعر فحل خبر اللغة وغاص في دروبها، واستوعب في داخله التراث والتاريخ  بالرغم من انه اديب وشاعر وفيلسوف ولو اطلقت على البردوني معري اليمن فأنا كمن يشبه الماء بالماء فالبردوني شاعر فيلسوف اديب فقيه وهذه نبذة مختصرة عن البردوني
هو عبد الله بن صالح بن عبدالله بن حسن البردوني
ولد في قرية البردون من قبيلة بني حسين ناحية الحدأ شرق مدينة ذمار
مولده في عام 1930 م
اصيب بالجدري وهو في سن الخامسة من عمره وعلى اثره فقد بصره
تلقى تعليمه الاساسي على يد مشائخه بالقرية ثم انتقل الى مدينة ذمار في الثامنة من عمره
حيث اكمل حفظ القران الكريم ثم انتقل الى المدرسة الشمسية بذمار واتم تجويد القران بقراءاته المتعددة
ومنذ بلوغه سن الثانية عشرة من عمره بدا يغرم بالشعر حفظا ونظماً ثم انتقل الى الجامع الكبير بصنعاء الذي كان يعد ككلية للعلوم الشرعية واللغوية
ثم الى دار العلوم بصنعاء التي تخرج منها باجازة في الادب ثم عمل بها مدرسا للادب العربي
شغل العديد من المناصب الحكومية منها :


· كان رئيسا للجنة النصوص في اذاعة صنعاء
· * ثم مديرا للبرامج في اذاعة صنعاء
· مشرفا ثقافيا لعدة صحف ومجلات
· له العديد من المقالات والنشرات الدورية في الصحف
· له اثنا عشر ديوانا مطبوع وثمان دراسات ادبية
· الدوواين
· 1- من ارض بلقيس
· 2-في طريق الفجر
· 3-مدينة الغد
· 4- لعيني ام بلقيس
· 5- السفر الى الايام الخضر
· 6- وجوة دخانية في مرايا الليل
· 7- زمان بلا نوعية
· 8- ترجمة رملية لاعراس الغبار
· 9- كائنات الشوق الاخر
· 10- رواغ المصابيح
· 11- جواب العصور
· 12- رجعة الحكيم بن زايد
· الدراسات :
· 1- رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه
· 2- قضايا ادبية
· 3- منون الادب الشعبي في اليمن
· 4- اليمن الجمهوري
· 5- الثقافة الشعبية تجارب واقاويل يمنية
· 6- الثقافة والثورة
· 7- من اول قصيدة الى اخر طلقة ( دراسه في شعر الزبيري وحياته )
· 8- اشتات .
· نال العديد من الجوائز منها :
· 1-جائزة ابو تمام بالموصل عام 1971
· 2- جائزة الامم المتحدة ( اليونسكو ) واصدرت عملة فضيه عليها صورته عام 1982
· 3- جائزة شوقي بالقاهرة عام 1981
· 4-جائزة مهرجان جرش عام 1984
· 5-جائزة سلطان العويس 1993
· كتبت عنه العديد من الدراسات ورسائل الماجستير
· ترجمت اعماله الى اللغات العالمية .
البردوني وبائيته الشهيرة ابوتمام وعروبة اليومنحن أمام قصيدة عظيمة لشاعر عظيم، أما القصيدة فهي (أبو تمام وعروبة اليوم) (1) التي كتبت في ديسمبر1971 ،أما الشاعر فهو الشاعر اليمني عبد الله البردوني     .  
       تبدأ القصيدة بامتياح لقصيدة حبيب بن أوس (أبي تمام) في وقعة عمورية والتي مطلعها: 

          الـســيـف أصـدق أنـبـاء مـن الكـتــب      فـي حـده الحــد بـيــن الجـد واللــعب
        بيض الصفائح لا ســود الصحــائـــف      في متــونهــن جـلاء الشـك والريــب
ويقول البردوني                            :
ما أصدق السيف إن لم ينضه الكذب   وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
بيض الصـفائـح أهدى حـيـن تحملهـا أيـد    إذا غـلبـت يـعـلـــو بـهـا الـغـــــــــــــــــــــلـب
      لا نستطيع القول إن هذه من المعارضات الشعرية التي زخر بها الشعر العربي على يد أحمد شوقي وغيره، ولكن هذا فتح شعري جديد                   .
السمة الغالية في هذه القصيدة التي تمتد إلى خمسين بيتا هي سمة الرفض ، فتجد الرفض غالبا على كل المعطيات في القصيدة من رفض للنصر الخالي من الفهم الصحيح ،الممتلئ بالفهم التجاري بالبيع والمكسب (كم باعوا وكم كسبوا) من الرفض التام للعلم الذي استغله أهله في الطغيان والاغتصاب للحقوق.       
      بعد هذه المقدمة يدخل شاعرنا في حوار مع أبي تمام عن حال العرب، ماذا جرى يا أبا تمام تسألني؟ عفوا سأروي ولا تسأل وما السبب؟ يقول شاعرنا نتساءل كيف أن حيفا أو النقب احتفت كل منهما بالأعداء ،حين نتساءل كذلك يدمى ذلك السؤال حياء وخجلا ، فنحن في عصر من الذي يلبي فيه استغاثات المظلومين ونداءات المحرومين ، فقد مضى عصر (المعتصم) ثم يورد شاعرُنا (الأفشينَ) وقد كُتب التوفيق لشاعرنا في هذا ، فالأفشين هو القائد الذي خان المعتصم ،فلم يتهاون المعتصم في عقابه ، وكان عقابه الصلب والحرق، ثم يقول شاعرنا إن علوج الروم قد عادت اليوم يا أبا تمام ،والوطن العربي مسلوب ومغتصب ، وبعد كل هذه الانهزامات ماذا كان فعلنا ؟ لقد غضبنا، ولكن لم نصدق حين صدق التنجيم والكذب إيماء للحقيقة التي أوردها أبو تمام في فتح عمورية 

ينتقل بنا الشاعر من الهم العام إلى الهم الخاص ، من الهموم العربية إلى الهم اليمني ويناجي أبا تمام باسمه الأصلي تقربا وتلطفا                               :
حبيب وافيت من صنعاء يحملني                 نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
مـاذا أحـدث عن صنعاء يا أبتي                  مليحـة عـاشـقـاهـا السـل والــجـرب
        لقد أتيت من صنعاء وخلفي العرب يلهثون، لكن ماذا أقول عن صنعاء؟! إنها مليحة عاشقاها السل والجرب ، إن صنعاء ماتت بصندوق "وضاح" ذلك الشاب اليمني الوسيم الذي تحكي الرواية أن  زوجة أحد الحكام أعجبت به ، وحملته معه في صندوق إلى بيتها ، ولما علم زوجها أنها تصعد كل مساء لمناجاته ،حمل الصندوق وألقى به في الماء إن صنعاء ماتت داخل الصندوق مع وضاح من غير ثمن ، لكن لم يمت في دواخلها الأمل فهنا نافذة أمل جديدة يفتحها شاعرنا أمام صنعاء                        .
    إن صنعاء كانت تراقب موعد انبلاج فجر الانبعاث ، ثم انبعثت لكن في الحلم فقط ولم تنبعث في الحقيقة ، ثم ارتمت                          .
      لكنها رغم شح الغيث - أي قلة الإمكانات- فإن صنعاء ما تزال حبلى بقحطان وكرب ، كناية عن رصيدها الذاخر من العروبة والأصالة والتاريخ .. ثم يدير شاعرنا حوارا بينه وبين أبي تمام ، حوار بين شاعر وشاعر ،ليس عن حال العرب ،كما كان في المقاطع السابقة                  :
حبيب تسأل عن حالي وكيف أنا ؟       شبّابة في شفاه الريح تنتحب
كانت بلادك رحلا ظهر ناجية           أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
إن بلادك يا أبا تمام كانت رحلا ، أما بلادي فحتى هذا الظهر لا يتوافر فيها .. وأنك سافرت وارتحلت وأضناك الرحيل ،لأن من التمس الراحة فلابد أن يسلك التعب أولا ، أما أنا فإني راحل لكن ليس كرحيلك ، راحل من غير ما سفر ، إني أقوم برحلة داخلية                  :
إذا امتطيت ركابا للنوى فأنا ** في داخلي أمتطي ناري وأغترب

وأنت يا أبا تمام قد شِبت قبل بلوغ الأربعين على نار "الحماسة"  -إشارة إلى ديوان الحماسة لأبي تمام -ثم يتعرض شاعرنا إلى أبي تمام بالنقد في كيفية توظيف شعره ، فيقول له إنك كنت تستجدي بشعرك اللصوص والمجرمين المترفين والحكام الظلمة ، تستجدي منهم الهبات والهدايا وتعطيهم شعراً مقابل ذلك يستنكر شاعرنا هذا البيع الجائر ويقول  له :قد ارتحلت بشعرك شرقا وغربا ، تتجول من وال إلى ملك ، دافعُك في ذلك الفقر والحاجة ، يحركك الفقر لا إرادياً ،يقودك الطلب والعوز لا شعورياً ..
   امتد طوافك حتى الموصل وحينها انطفأت لديك الأماني ،ولم يتحقق مقصودك وهدفك .
لكن حين تنتهي حياة مجيد فذ مثلك ، فإن في ولادة غيره بعث آخر ، فبنهايته يستلم الراية آخرون ، يواصلون ما بدأه                        .
      في خاتمة القصيدة ،وبعد أن سأل أبو تمام شاعرَنا وبعد أن سأل شاعرُنا أبا تمام يقول  البردوني                            :
حبيب ما تزال على عينيك أسئلة      تبدو وتنسى حكاياها فتنتحــــــــــب
ولا تزال بحلقي ألف مبكية           من رهبة البوح تستحيي وتضطــــرب
إني أعلم أن بداخلك أسئلة كثيرة لم تقلها ، كما أن  بداخلي عددًا من المبكيات والأحزان تستحيي من الظهور ،وأنا أستحيي من البوح بها 

من مزايا البردوني انه لم يمدح حاكما عربيا قيل للامام اقتل هذا الاعمى حتى لايفسد عليك الشعب قال يكفي ان يقال نبغ الاعمى في عهد الامام كان له رفيق درب اسمه محمد محمود الزبيري وهو شاعر الثورة في اليمن وهوالقائل ب
بحثت عن هبة احبوك ياوطني
فلم اجد لك الاقلبي الدامي

اللهم لملم شتات اليمن 

 

 

 

 

 

وبالاخير اسمحو لي بان اقول ساظل مخلصا للبردوني واكتب عنه واانشر لمن يكتب عنه 

عيسى علي محمد البرطي

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI