26 إبريل 2024 م


عيسى البرطي
13 فبراير 2021 م 1812 زيارة

عربية  WORLD NEWS خاص : شهد النشاط الثقافي في اليمن تراجعاً كبيراً في السنوات  الأخيرة، بسبب احتقان المشهد اليمني في عمومه بالصراع والعنف، بداية من الانقلاب الحوثي على الدولة في 2014، ثم قدوم مايسمى  بالتحالف العربي الذي أجج المشهد أكثر.
 
تباعاً، ومع اتساع دائرة العنف، كانت الثقافة تتلاشى تدريجياً، بينما يتمدد الصراع ليلتهم كل شيء؛ ومع تقادم الحرب باتت الثقافة مشهداً مغيباً، خصوصاً في تلك المحافظات التي ظلت تحت سلطة مليشيات الحوثي إلى اليوم، منها العاصمة صنعاء التي شهدت رقابة صارمةً على كافة الأصعدة فرضتها المليشيات؛ سيما الصعيد الثقافي، الذي ظل كمتنفس أخير للنشاط الإنساني، بعد تجريم الخوض في حقل السياسة.
 
ورغم ذلك لم تكن الثقافة -بصفتها نشاطاً إنسانياً مجرداً- تمضي بشكل حر، ولم يشفع لها كونها توجهاً مستقلاً ينبذ التصنيف، ويتجاوز أدوات الصراع ليسمو بالإنسان، بل إنها تعرضت للتضييق بشكل عام، وللبطش في بعض قطاعاتها، من ذلك إغلاق بعض المؤسسات، كمنظمة "روابط" للإنتاج الفني التي داهمها الحوثيون فور دخولهم صنعاء، إضافة إلى ملاحقتهم لبعض الفنانين كالمطربة "ميثال محمد"، التي لجأت إلى كندا بعد تعرضها للتهديد من قِبلهم.
 
عُزلة ثقافية(الحرب عنوانها)
 
من ناحية ثانية، بات المثقفون في صنعاء معزولين عن محيطهم العربي، خصوصاً بعد غياب معرض صنعاء للكتاب، الذي كان نافذة لهم من أجل التواصل مع الحراك الثقافي العربي والعالمي، وقد مثل هذا الغياب أعظم خسارة مُنيت بها الثقافة في اليمن .
 
 إنها لمأسأه حقيقية مايعانية المثقفين في صنعاء  من حرمان معرفي، نتيجة لغياب المجلات والملاحق الثقافية المحلية، إضافة إلى انقطاع المجلات العربية التي كانت تُستورد سابقاً"، ويستدل هنا بوجود دراسات ونصوص عربية مهمة تنشرها المجلات العربية؛ لكنها لا تصل للمثقف في اليمن، وهذا بحسب رأيه يجعل المبدعين اليمنيين متأخرين عن أقرانهم العرب على مستوى المعرفة، الأمر الذي يعيق انفتاحهم على التجارب الأدبية الحديثة في السرد والكتابة.

وأنا أرى  أن الشعراء وكُتاب الرواية هم أكثر من يحتاج إلى متابعة جديد الفكر والأدب والفن على المستويين العربي والعالمي، وذلك من أجل انعكاس الحداثة على إنتاجهم الأدبي في اليمن إذا ما أردنا التطور والمنافسة عربياً.
 
وعن مستقبل الثقافة في صنعاء في ظل الحرب أنا غير  متفائل البتة ، اعتقد أن ازدهار الثقافة أمر يعتمد على تحرر المجتمع من الأيديولوجيات المُصدِّرة للعنف، وهو حدث أره صعب المنال و بعيد التحقق.

على الرغم إن الخناق الذي تفرضه الحرب حالياً على الثقافة سيقودها إلى الانفجار مستقبلاً".ستنتهي هذه الحرب بطريقة ما، سترحل وتترك عطشاً ثقافياً لدى الجماهير، لن يملأه شيء سوى انكبابهم على المعرفة والثقافة والإبداع".
 
الشعراء ينزفون بصمت
 
حتى الشعراء ينزفون بصمت فتدهور المشهد الثقافي، سيما في صنعاء، هو أمر محزن وباعث للأسف.
 رايت وتابعت بعض الرفاق من  الشعراء الشباب يقومون  بمجهودات حثيثة لرأب الصدع الثقافي في صنعاء من خلال تنظيم بعض الفعاليات الشعرية، لكنهم لم يفلحو في التصدي للموجة الثقافية التي تفرضها السلطة الطائفية وتسعى لتعميمها في كل مكان.
 
 نعم لقد أقُصيٙت الثقافة الحرة في صنعاء تحت ذريعة الحرب، وفي المقابل فُرضت ثقافة الموت في المحافل والمنابر، وفي المدارس والجامعات بشكل فوضوي ومستفز وكذالك الأمر  جنوب اليمن .

وحول تأثير الحرب على المثقفين،  فواقعهم لا يختلف كثيراً عن واقع الثقافة، فالكثير من الشعراء والكُتاب ينزفون اليوم بصمت، مثقلين بواقعهم الشخصي واستحقاقات المعيشة اليومية، سيما بعد انقطاع الرواتب".
 المبدعين اليوم باتوا مقصييّن أكثر من أي وقت مضى، وأنهم ضحايا للتصنيف وتجاذبات السياسة.
 
وبات تأثير الحرب على الثقافة موضع جدل عند الكثير من المثقفين، ففي حين يرى البعض أن الحرب تسببت في تدهور الثقافة وإقصائها؛ يرى البعض الآخر أنها قد أنعشت الإبداع وساهمت في نشوء أنساق ثقافية وإبداعية جديدة ما كانت لتظهر بغياب الحرب.

 ينطلق أنصار هذا الرأي من فرضية أن الحروب غالبًا ما تُفجر الإبداع، وتتخلق بفضلها ظواهر إبداعية جديدة ومختلفة كُليًا.

وسيبقى نبض قلبي يمنيا 

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI