WORLDNEWS عربيه - متابعات : من أنادي؟ حواري مع الحرية.
بقلم الشاعره د : آمنة الموشكي
عندما كنت صغيرة
كان لي أبٌ عظيم
ولنا بيتٌ جميلٌ
وبه الأم الحنون
ولنا زادٌ وماء
وأراضي وسماء
عندما كنت صغيرة
كنت أهوى الروض
والورد وأنواع الزهور
كنت أعشق منظر الأشجار
والأنهار وأنواع الطيور
كنت في أحضان أمي
وأبي الغالي الودود
وإذا بي اليوم وحدي
لا أبٌ يحمي ولا أُمٌ حنون
سرتُ في نفس الطريق
خلفي المأجور بالشاكوش
وصوتُ البندقية
وأمامي بحر في تلك الطريق
من أُنادي؟
قيل لي نادي العروبة
قلت ما عادت تجيب
ألف عامٌ أويزيد
وأنا ؟أصرخ وأبكي
في سرابٍ لايلين
بعدما فارق رسول الله
ساحات السلام
أحكموها بالتمام
ثم قاموا حولوها
من حلالٍ للحرام
السماء تمطر أعاصيرٌ ورعدٌ وبروق
من سيولٍ جارفات
في أماسي راجفات
وأرى الأطفالُ يبكون
ويستجدون قهرا
في ظلام الليل كل الناس
في جوف الإثارة
غارةً تتلوهاغارة
حاصرونا دونما
ذنب إجتنينا
أوبما فعلوا رضينا
حربهم طالت
على أعناقنا جزت رقاب
أرضنا صارت خرابٌ في خراب
آه كم حزنٌ نعاني من وباء
عالي الشرار
نحتسي قهرٌ مع الذل
وأصناف العذاب
المتاهاتُ تُمرجحنا
على صوتِ الربابة
في الصحاري والدروب
تنتزع أكبادنا حر الكروب
في مآسينا نذوب
لا أمل يُرجى من الظالم
نرى يومٌ يتوب
نظرت نحوي وقالت لي كفاية.
قد سئمناها الحكاية
لستِ وحدكِ ياحياتي
في دروب الموت غاية
إنني في سجني الأبدي
بمرآةٍ قديمة
مر عمري كله فيها غريب
أمسياتٌ حالكات
وسويعات القيامة
قادمات
سجلي عندك لما القدس سليبة؟
وفلسطين لماذا (ينتسوها)
وحدها تصرخ بصوت الإتحاد
كم تنادي أمها الغضبى
وتحلمُ بالأمان
سجلي أيضا .بلاد الرافدين
كم بكيناها سنين
كم تجاذبنا الحنين
كم تسابقنا نشاهدها
على الشاشة الكبيرة
وهي مغدورة أسيرة
كم مدامعنا تسافر
نحوها في كل حين
سجلي أيضاً بلاد الشام
وإحكيها حكاية
حرريها في رواية
ربما تأتي من الماضي
تباشير السلام
سجلي عندك
أراضي الجنتين
حين كنا وردتين
ننتشي نمرح كلانا
بين تلك الروضتين
كيف كنا .وإلى أين إنتهينا
أمُنا كانت كما نهوى
فصارت لا تُطاق
كلها أضحت شرار
تبتدي أحلامُنا فيها
وتصحو في السراب
آه من آلامُنا
يابنت أُمي
ما وِجد للداء دواء
الأعادي خلفنا تجري
وسوط الإنتقام
حارت الأفكار تاهت
في دروب الإنتظار
لم نرى شمسٌ ولا قمرٌ
ولم يطلع نهار
سجلي عندك مآسينا
مع طول الحصار
إشرحيها كل لحظة
للصغار وللكبار
وإخبريهم ياحياتي
عن دموعٍ لم تجف
عن همومٍ لم تقف
عن مجاعة أمةٍ ثكلى
وعن موتِ الألوف
في ربيع العمر ماتوا
أي جُرمٍ ؟ أي خوف؟
كلهم صاروا (حتوف)
أخبريهم عن دمارٍ
عن ديارٍ لم تنام
عن بيوتٍ أصبحت ذكرى
غبارٌ في غبار
أصبحت صحراء يباب
تسكن الأوهام فيها
والعناكبُ والظلام
واخبريهم عن نزوح الأم
والطفل اليتيم
والغواني كم تهيم
في خيام الذل والموت
تعاني دون رحمة
لم تجد ماءٌ ولا زادٌ
ولا حتى الفِراش
لا ملابس ترتديها
أوملاذٌ أومعاش
إخبريهم .كم نعاني
نحن في ظل الحروب
والكوارثُ والكروب
وإسأليهم عن مآسبنا
لما لم ينقذونا؟
وعن الحرب الخبيثة
إسالي .هل يوقفوها؟
هل بنا أن نستعيد الفجر
أم لن نستعيده؟
والأمل هل من أمل
للنور يسري في وريده؟
موطني المقتول غدراً
لم يجد حتى الوسادة
يسترح ساعة وداده
أنكروا حق المناضل
والمجاهدُ والشهيد
أحرقوا باقي أمانينا
وصاروا للشتات
مزقوا كل الصفات
بعدما كانت بلادي
ياحبيبة راقية
أمست اليومَ حزينة باكية
أصبحت حيرى كئيبة
تشتكي قسو الحياة
كلها غضبى ولكن (لامناص)
قد أحاطوها رصاص
من يُجيد الرقص والمغني
تمكّن بالخلاص
قلتُ يكفي من مآسينا
عذابُكِ يا أميرة
في الدهاليز الكثيرة
كلها أيامكِ السوداء
تُحطّم أمنياتي
تحرق اليوم فوادي
تحتسيني كل يومٍ
في كؤوسِ الإنتحار
وحدها أول نهار
فاكتبي مايختلجني
حرري باقي الخطاب
عندما تشرق في ألآفاق
شمس الإنتصار
صفقي فرحى وهيا
إرفعي علمَ الكرامة
والأماني المستدامة
أرقصي غني وهنينا
رفعنا اليوم هامة
واستعدنا الإبتسامة
فاز من أمسى نظيف القلب
من خبث اللئآمة
وارتقى فخرٌ مقامه
يومها لن تدمع العينُ الحزينة
بعدما لاح الصباح
ينتهى قاموسها القاسي
وعصر الإنبطاح
إسمعي ياغادتي الحلوة
تباشير السلام
في قممنا والجبال
في مبانينا مشافينا
مدارسنا شوارعنا
وكل مرافق الدنيا
سنلقى المنّ والسلوى
قوانين السماء تسموا
بأهل الدين والتقوى
ولن نحيا بلا توحيد
لأن الأرض للأقوى
شاعرة اليمن
آمنة ناجي الموشكي