14 مايو 2024 م


31 يناير 2021 م 1622 زيارة

عربية  WORLD NEWS متابعات :من المعروف ان السياسة الخارجية تعبر بشكل واضح عن واقع الأوضاع الداخلية للبلاد وانعكاس لها.  وتحتل الدبلوماسية أهمية كبرى لدى جميع دول العالم باعتبارها أداة لتنفيذ سياستها الخارجية ومعبرة عنها، ومحققة لمصالحا الوطنية ومدافعة عن قضاياها في المحافل الإقليمية والدولية. 


وتحرص الدول على توخي الدقة في اختيار سفرائها بحيث يكونون من صفوة الأشخاص علماً ورأياً وحكمةً، وقد جاء في كتاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قوله “وأرسلت لكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم“، مما يدل على أنه عليه السلام اختار شخصاً تتوفر فيه صفات الكمال من صلاح وعلم ودين، وهي صفات مطلوبة لنجاح السفير في عمله.

ومن اهم الصفات التي يجب أن يتصف بها السفراء الصفات الخلقية وحصافة الرأي وكمال العقل والحكمة وطلاقة اللسان،

ونفاذ الرأي وسعة الثقافة والفهم الدقيق للعلاقات الدولية والسياسة الدولية، والإحاطة التامة بكل ما يتعلق بعمله الدبلوماسي والسياسي والقنصلي وكل المسائل التي تهم بلدة والبلد المعتمد لديها. وكذلك الخبرة الواسعة بالدولة المعتمد لديها وهي صفات مطلوبة لنجاح السفير في عمله.

وبالتالي فأن الخطأ الكبير لرئيس الدولة او وزير الخارجية الذي يقترفه تكون في إساءة اختياره سفراء لبلادهم.


ولا شك ان سفارات اليمن في الخارج تعيش وضع مزري نظرا لضعف أداء وتواضع إمكانيات من تم تعيينهم على رأس هذه السفارات، الامر الذي ما يتطلب تغيير شامل لهؤلاء السفراء اللذين مر على فترة تعيين اغلبهم أربعة أعوام، دون ان تكون لهم إنجازات ملموسة او جهد إيجابي يكاد يذكر. 

وقد كانت ظروف تعيين واختيار هؤلاء السفراء خاضعة لمعايير تفتقر لكثير من المهنية والتدقيق في شخصياتهم ومؤهلاتهم وخلفياتهم الثقافية والعلمية، ولم يتم النظر فيما يمتلكونه من قدرات تؤهلهم لتولي المسئولية. وكان واضح ان المحسوبية والترضيات سواء المناطقية او الحزبية او الشخصية أبرز معايير اختيار هؤلاء السفراء وهذا ما انعكس سلبا على أداء السفارات والدبلوماسية والدولة اليمنية وسمعتها خارجيا. 


ولقد استبشر الجميع بتولي الدكتور احمد عوض بن مبارك لمنصب وزير الخارجية وشئون المغتربين وهو شخصية سياسية ودبلوماسية مرموقة، بعد فترة تيه وعجز عاشتها الدبلوماسية اليمنية نتيجة عدة عوامل من أبرزها ضعف أداء وزراء الخارجية السابقين وبالذات محمد الحضرمي الذي لم يكن بمستوى المنصب الذي تولاه وأسكن نفسه في برج عاجي وسيطرت شخصيته الاستعلائية وغروره على مواقفه وقراراته ولم يترك أي بصمة تذكر وبالتالي ذهب غير مؤسف عليه. إضافة الى أن معظم سفراء اللذين يمثلون اليمن كانوا ولازالوا عند مذهل من الفشل وعدم الاقتدار نتيجة لخطأ اختيارهم. وأسفر كل ذلك عن صورة مشوهة لليمن ارضا وانسانا وواقعا عند الغير، وأصبحت الشرعية واستعادة الدولة ومؤسساتها والانتصار لمعاناة أبناء الشعب اليمني ورعاية مصالح المغتربين اليمنيين في دول المهجر وفضح المشروع الخبيث لجماعة الحوثي، قضية فاشلة لان من يدافعون عنها محامون فاشلون بل وفاسدون أيضا. 
ومن المؤسف القول إن معظم سفارات اليمن في الخارج لم تعد تمثل البلاد وترعى مصالحها وتهتم برعاياها بل أصبحت تمثل المزاج الشخصي للسفراء اللذين حولوا السفارات الى اقطاعيات خاصة وانكبوا على تحقيق مصالحهم الذاتية وجمع الأموال فيما اليمن تعيش اسوء كارثة إنسانية في العالم، وأصبح من النادر ان يشار الى أحد من السفراء اليمنيين انه وجه مشرق لبلاده أو انه قائم على خدمة مصالحها. 
وهناك امثلة كثيرة لهذا النوع من السفراء اللذين استفادوا من غياب المساءلة والمحاسبة في الفترة السابقة، واللذين تماهوا مع المشاريع الفئوية الصغيرة واجادوا فن الخداع وتضليل القيادة السياسية بأنهم معها وساعين الى خدمة الشرعية بينما هم غارقين في أنشطة لا تمت للدبلوماسية بصلة.  ولطالما طالعتنا وسائل الاعلام بفضائح ونوادر تمس سمعة البلاد وتمثيلها في الخارج لمجموعة من السفراء الانتهازيين الفاسدين، وللأسف لم يحرك أحد ساكن الا في حالتي السفيرين المقالين في الصين عبد الله المخلافي، واليابان سمير خميس بعد ان فاحت رائحة فسادهما وبالذات الأخير الذي وصل به الحال الى استجداء المعونة المالية من السفراء العرب من اجل علاج أحد اقاربه. وفي هذا المجال يمكن ان نشير الى سفراء لم يعودوا قادرين على العطاء وانشغلوا في ترتيب أوضاعهم الشخصية والاسرية خصوصا وانهم يحملون جنسيات دول أخرى كسفير بلادنا في فرنسا رياض ياسين، وسفير بلادنا لدى الجامعة العربية رياض العكبري. وسفراء اليمن في الدول الخليجية والعربية اللذين امتهنوا الصمت في كل المواقف وأصبح همهم الأوحد عقد الصفقات التجارية مع رجال الاعمال ذو الأصول اليمنية أو الاستثمار في العقارات والمطاعم، أما سفرائنا في الدول الاوربية فقد ركنوا الى حياة التنزه والاستجمام والاستمتاع بالملذات وقد سمعنا كثيرا عن فضائح السفير في النمسا هيثم شجاع الدين والذي يوصف بأنه مضطرب علقيا وفاقد الاهلية وفي حالة غياب دائم عن الوعي. 

وسمير اليمن لدى مصر المحروسه الأكثر جدلآ  حيث قام بأهأنة أكثر من مليون يمني في أرض المحروسة مصر  وأهان حاملي الجوازات الدبلوماسية وغير الدبلوماسية. وكأن الاسؤ من بين اقرانه السابقين. 

والسؤال هنا هل قامت مؤسسة الرئاسة ووزارة الخارجية بتقييم دوري لأداء السفراء، والتحقق من أي اتهامات وشبهات تحوم حول بعضهم، أما انها تركت الحبل على الغارب، ولم يعد يهمها سمعة البلاد التي انحدرت الى مستوى مؤسف بسبب هؤلاء السفراء.


وامام كل ذلك فانه تقع على وزير الخارجية وشئون المغتربين الجديد مسئولية كبير لتصحيح هذه الاختلالات والمضي بحركة إصلاحية شاملة لوضع وزارة الخارجية اليمنية بشكل عام والسفارات اليمنية بشكل خاص. فيجب ان يواكب نشاط الوزير الملحوظ وجود تشكيلة جديدة مهنية ومقتدرة من السفراء الاكفاء ذوي السمعة الطبيعة،

حتى يكون العمل متكامل وتستطيع الدبلوماسية اليمنية النهوض من كبوتها والسير في الاتجاه الصحيح وبما يخدم المصالح الوطنية للبلاد ويحسن صورتها. ولا نبالغ اذ قلنا إن عدم تعاطي العديد من دول العالم مع الهم اليمني والتفاعل مع احداثه ودعم شرعيته وتبني مواقفه يعود الى القدرات المتواضعة لسفراء اليمن فيها، واللذين لم يتمكنوا من بيان الحال والدفاع عن المصالح بل انهم ومن خلال تصرفاتهم الشخصية أعطوا صورة سلبية عن الشرعية ووضعها ورجالها والامثلة هنا كثيرة. 

أما ان يظل الوضع على ما هو عليه فسيصبح وزير الخارجية مشلول وغير قادر على تنفيذ السياسة الخارجية للبلاد التي تحتاج الى رجال مخلصين غير ملوثين أو أصحاب اجندات خفية. وعلى وزير الخارجية وشئون المغتربين الجديد ألا يغتر بالظاهر من الأفعال والاقوال،

وان لا يكرر أخطاء من سبقوه في عدم الاستماع الى الشكوى وعدم البحث عن مكمن الخلل والمجاملة على حساب الحق وعليه أن يسعى الى دفع الضرر وإصلاح الحال وان يجعل باب الشكوى مفتوح ويعين على الحق ما استطاع، وألا يكون نسخة مكررة من وزراء الخارجية السابقين اللذين صموا اذانهم وسكتوا على الباطل ولم يحاولوا تغييره ولم يسعوا الى درء المفاسد. وانا له من الناصحين.

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI