5 مايو 2024 م


28 مايو 2018 م 2129 زيارة

عربية WORLD NEWS: 
تنتشر في اليمن ظاهرة الزواج المبكر نظرا لانتشار الأمية و الثقافة التقليدية التي تدعم  هذه الممارسات و كذلك لتساهل القوانين مع هذه الظاهرة منذ ثورة ١٩٦٢ التي تعتبرالبداية الفعلية لقيام مؤسسات دولة جمهورية في هذا البلد النامي و غير المستقر ..
و منذ بدأ خطاب المجتمع المدني يعلو ضد هذه الظاهرة منذ بداية تسعينيات القرن العشرين واجه   مقاومة عنيفة من قبل القوى التقليدية القبلية منها و الدينية في مجتمع محافظ للغاية تجاه كل مايتعلق بالمرأة و حقوقها . 
وقد ظهرت أول مبادرة لمواجهة الزواج المبكر من خلال رسالة فنية على يد الناشطة و المصورة الفوتوغرافية اليمنية سلوى محمد الشرعبي التي نفذت تشكيلة بصرية فريدة بطريقة السيناريو أو القصة المصورة التي تحمل رسالة عميقة و مؤثرة ضد زواج الاطفال عبر معارض فنية اقيمت في اليمن عام ٢٠٠٨م  و تضمنت  الصور التي انتشرت لاحقا انتشار الهشيم في النار في وسائل الاعلام المطبوعة و الالكترونية المحلية و العربية باعتبارها الصور الاكثر تعبيرا عن المشكلة عند التطرق الى موضوع الزواج المبكر .
و رغم شهرة أعمال المصورة  سلوى الشرعبي الا ان قلة يعرفون صانعتها التي تعرضت هي و أسرتها بسبب اعمالها و نشاطها في مجالات حقوق المرأة و مناهضة الزواج المبكر  للكثير من المضايقات و الضغوط و التهديدات التي تزايدت  بعد دخول اليمن معترك الحرب في العام ٢٠١٥ مما اجبرها على السفر خارج اليمن .
من خلال هذا النموذج تتكشف بعض صور المعاناة التي يعيشيها  الكثير من المبدعين الملتزمين تجاه القضايا المجتمعية و يحملون رسالة التغيير مما يجعلهم المحاربين الحقيقيين  ن أجل مستقبل بلدانهم و لكنهم يظلون جنودا مجهولين يضحون بالكثير و لا يجدون حتى أقل القليل مما يعيد الإعتبار إليهم و يحفظ حقوقهم الفكرية و الادبية و يذكر بمنجزهم و ريادتهم.
الجدير بالذكر ان الناشطة سلوئ الشرعبي تم تهديدها بالتصفية الجسدية اكثر من مره نظرآ لنشاطها في موضوع الزواج المبكر وذلك بسبب عدم قابلية المجتمع اليمني الذي يسيطر عليه الجماعات الدينية.

نبذة عن تفاصيل المعرض: 

برعاية وزارة الثقافة في الجمهورية اليمنية وسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية والبيت الألماني  في صنعاء - عدن  كشريك في فعاليات الأسابيع الثقافية الألمانية لعام 2009 في اليمن، .. و بمرور أربعون عاماً من التعاون اليمني الألماني أقيم معرض الصور المزدوج " عدسة على صنعاء " - المشورع الألماني اليمني- و"صور ألمانية" الذي يختتم فعالياته اليوم الخميس في بيت الثقافة بصنعاء الموافق 29 أكتوبر 2009. ويبدءا فعالياته في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بعدن في تاريخ 3 نوفمبر ولغاية 18 نوفمبر 2009م  وصرحت الاستاذه / سلوى الشرعبي من مشروع الخدمات الأساسية للصحة التابع للوكالة الأمريكية للتنمية  في تصريح خاص لشبكة " أخبار السعيدة " الإخبارية بأن المعرض يناقش موضوع الزواج المبكر (للأطفال) ويثير فضولي دائماً في بلادنا وتخيل ما هو شعور الطفلة العروس، ومعرفة كيف يتعارض عالم الطفولة مع الحياة الزوجية.

 

أردت أن أقول من خلال الصور المسلسلة التي شاركت بها في معرض الصور المزدوج "عدسة على صنعاء"- المشروع الألماني اليمني-"صور ألمانية" ضمن فعاليات الأسابيع الثقافية الألمانية لعام 2009 في اليمن برعاية وزارة الثقافة في الجمهورية كشريك في فعاليات الأسابيع الثقافية الألمانية لعام 2009 في اليمن اليمنية ، وسفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية والبيت الألماني اليمني في صنعاء - عدن.. بأن الزواج المبكر هو مشكلة حقيقية تعاني منها اليمن.

واشارات إلى ان  انتشار ظاهرة زواج الأطفال في اليمن بين البنات أكثر من انتشارها وسط الأولاد وغالبا ما يتخذ قرار الزواج الآباء وكبار السن، وهم الذين يحددون الزوجة للابن والزوج للبنت دون أعطاء طرفي الزواج، وخاصة البنت، حق الاعتراض أو الاختيار إن زواج اليمنيات القاصرات ظاهرة سلبية تبحث عن حل ، وقالت هناك عدة أسباب وعوامل اجتماعية وثقافية واقتصادية للوقوف خلف ظاهرة زواج الأطفال في اليمن؛ ، كما يلعب الفقر دورا رئيسيا في انتشار الظاهرة فهو يجبر الكثير من الأسر على تزويج بناتها مبكرا للتخفيف من العبء المالي الذي يفرضه وجودهن مع أسرة الأب.

وقالت الشرعبي بحسب الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، فان الطفل هو " كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة " إن الفتيات اليمنيات يُحرمن من حقوقهن كأطفال ومن طفولتهن  ومن المؤكد أن الزواج المبكر يؤثر بشكل سلبي على جهود التنمية كما أن هذا النوع من الزواج هو السبب الرئيسي في انعدام التعليم بين الفتيات أو قطعه في سن مبكرة، وغياب برامج تمكين المرأة وهذا يشرح وصول نسبة الأمية بين النساء في اليمن إلى أكثر من 70% مما يؤدي إلى تحول المرأة إلى إنسان ضعيف جسدياً وسيكولوجياً وثقافياً واجتماعياً ومعرفياً، ومن ثم فهو يجعلها عرضة لكافة إشكال العنف، كما أن زواج الصغيرات يعد انتهاكاً لحق الطفلة في النمو والتطور وغير ذلك من حقوقها الإنسانية.

وأن الحمل المبكر يعتبر مشكلة تعاني منها الكثير من الصغيرات في اليمن. وهو كثيرا ما يتسبب في حالات مرضية خطيرة  وبسبب الزواج والحمل المبكرين تحتل اليمن ذيل القائمة في معدلات الدول الأكثر عرضة لظاهرة وفيات الأمهات، والتي تقدر بـخمسة آلاف حالة وفاة في العام الواحد وتشكل ظاهرة الزواج المبكر خطرا بالغا على المواليد الجدد الذين تضعهن الزوجات (الطفلات) وغالباً ما يصل إلى كيلو جرام واحد في بعض الأحيان ، بسبب عدم اكتمال نمو جسم الأم الصغيرة بالإضافة إلى عدم خبرتها في نوع التغذية المطلوبة أثناء الحمل.

وأشارت الشرعبي إلى أن انتشار ظاهرة زواج الأطفال في اليمن مأساة..وكارثة موروثات وأخطاء عادات وتقاليد.. وجهل آباء.. ونقص الوعي المجتمعي كما تتزايد معدلات الزواج المبكر (للإناث والذكور) في اليمن بشكل مأساوي بسبب ارتفاع مستويات الفقر والرغبة في التخلص من مسؤولية الفتاة التي تعتبر عبئا على موارد الأسرة بالإضافة الى تسرب الفتيات من المدارس قبل إكمال مرحلة التعليم الأساسي.
وقالت مازلت أتذكر قول رجل تزوج هو وزوجته في سن مبكر جداً وجدوا أنفسهم فجأة وسط معاناة مسئولية  ستة أطفال وغلاء ووظيفة متعبة وبيت وتربية وتعليم ...جاء يوم يقول لزوجته:  والله ما أزوج واحدة من بناتي إلا بعد ما تخلص الجامعة"

مضيفة إن زواج القاصرات في اليمن يهدد الطفولة وحدهم هم الآباء والأمهات يتحملون مسؤولية ما يحدث من انتهاك لطفولة فتيات اليمن القاصرات عند تزويجهن في سن مبكر وما يترتب على ذلك من أضرار جسدية ونفسية واجتماعية ومن المؤكد إن الحالات المعلنة لزواج القاصرات في اليمن ما هي إلا حالات "رمزية" لحالات كثيرة مخفية، تم زواجهن بدوافع مختلفة فقر وعادات وتقاليد..

وقالت في ختام تصريحها أود أن أشكر السيد/ جودو زيبيش مستشار المشروع المكلف من معهد جوته-المدير الفخري للبيت الألماني اليمني (صنعاء-عدن) على تعاونه ودعمه والعمل لإنجاح هذا العمل المشترك متمنية أن نكون قد وفقنا بمشاركتنا اليمنية ضمن المشروع الألماني اليمني.

 

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI