29 إبريل 2024 م


اسرة التحرير
14 ديسمبر 2019 م 1468 زيارة
بقلم آمين تاكي كنا مانزال اطفالاً حقاً الحفاظات في مؤخراتنا ، و أُنوفنا تشم روائح المستقبل لا شيء آخر كنا نبكي من الماضي ونسخر من المستقبل في كل زمانٍ نعيشه وما ان ينقشع الطلاء ، حتى تبدأ الحياة كنا طيبين القلوب مثل البطيخ الطازج في الصيف وكان كل الناس بالنسبة إلينا اهل و(طيبين) كنا كالعذارى مراهقون صغار ، بلحيةٍ ناشِئة كنا نطوف عن غير رشد مثل الفتيات حين يمرحن بلعبة عصب العينين(الغُميظة) نتسول لمسة نهدٍ ما ، عن طريق الصدفة لم نكن نعرف شيء كنا نهذي بكلمات الاغاني وقصص الحب الحزينة ولم نكن قد دخلنا في أيٍ منها كنا نتسكع كالصعاليك في ارجاء الشوارع بحثاً عن لحظات الحب كنا في اول العمر حقاً نرى الحب على انه الرِقة ، والجنس لغزاً مُعتماً عصياً على الإكتشاف كنا نرغب في معرفة انواع اخرى من الحب ولكننا اكتفينا بنوع واحد منه ، الحب "العاري" وهو مصيبة بحد ذاته كنا نقضي على الملل ، بالنظر في اشكال ذلك الحب الذي لم نكن نعرفه لكننا كنا نرغب في معرفته بأي ثمن كانت تسحقنا كلمات الشعراء ، واعتدنا على ميزة الكمال واستحالة التقصير ، رغم انه لاوجود للكمال كنا كاملين ، والحب هو استحالة ان يكون لحبيبك بديل هذا هو الحب كنا نتضور جوعاً بفمٍ مفتوح بإنتظار ان تطعمنا إحداهن قليلاً من الحياة بأي ملعقة صغيرة كنا نشعر بأننا خالدون ومفعمون برغبة ليس لها إتجاه مُعيّن لكنها رغبة عارمة كنا كلما كبرنا ينحط امامنا الادب العظيم ليصبح مشروعاً متناهي الصغر كنا ننتظر ان يحين دورنا بصبر لا يعرفه إلا الخالدون كم كان زماناً جميل حيث البساطة منهل ، والجهل خزان من المعارف ، وازهار الصيف التي تفطر قلوبنا كنا نتشارك الحياة بكامل قدسيتها وإنغلاقها بعيوننا الحزينة والبهيجة كان يعني ان نكتسب القدرة على السخرية ، وان نُعجَب بالسخرية ، ان تهرب من تحت البناطيل والتنانير كالشياطين اين كنا؟ كنا نطوف على سطح اللحظة ، ولو شاء الله ان يُثبت انفاسنا ويجعلنا كدلو الآبار ، لما قضينا العمر في سعي مستمر لإختطاف اللحظة من يد القدر. اللحظة التي لاتعود الى الوراء ، لأننا افسدناها بالتجربة والمعرفة كنا لانعرف شيئاً عن الحياة سوى اننا كنا بإنتظارها ، في كل زاوية من الشارع هذا ماكنا عليه بل واكثر من ذلك
الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI