بقلم آمين تاكي لوغانو سأغادر عمّا قريب ، وقد إمتلأت افكاري تقريباً بحصيلة من التجارب التي استخلصتها من الآخرين وعشتها بين بعض الدول الاوروبية ذهبتُ هذا المساء للتنزه في الضاحية الاخرى من الجزء السويسري على الحدود الإيطالية الذي اعيش فيه ، فتلك المنطقة سياحية وصلتُ في الثالثة والنصف عصراً الى ساحة لوغانو الصغيرة المُشيدة خلال العصور الوسطى ، والتي تُطِل على بحيرة لوغانو وجبال الألب ، واقول : ياللروعة ، ماهذا الكذب والتزلُف. الساحة لاتترك لديّ أي إنطباع سويسرا بلد كئيب وغارق في الرتابة ، والأماكن الخالية من الناس تشعرني بالغثيان. الشوارع فارغة وضيقة ومتشابهة ، والساحات متشابهة ، والارصفة اللعينة التي تملأها اوراق الخريف الباهتة متشابهة لاتُميِز بين شارع وآخر ، تمُر في هذا الشارع وتنظر الى الطرف الآخر البعيد كما ينظر المرء الى الفراغ الرهيب. لاينعم الناس بالتنزه في سويسرا ، وهكذا أُصاب بِرهاب الإحتجاز ما الذي يدفعني للبقاء في هذه البلاد؟ لاشيء ، على الأرجح والتماثيل التافهة التي تقف على الشوارع تشعرني بالضجر. لاشيء يصيبني بالإكتئآب عملياً حد التفكير بالإنتحار ، كما تفعل الاماكن والشوارع السخيفة التي تخلوا من البشر قضيتُ ساعتين ونصف في لوغانو وشعرتُ أنني بداخل ثلاجة تبريد إذا تحدثتم مع احد هنا عن معنى دفىء اشعة الشمس ، فسيعتبركم مجانين او كائنات آتية من كوكب آخر. لن يفهمكم ، لأنه لم يشعر بها من قبل ، ولاحتى عن طريق الصدفة وكيف له أن يشعر بها وهو مُحاط بسلسلة من الجبال الثلجية. تظل هذه المنطقة باردة طوال السنة ، ولم يشعر الناس بالدفء الطبيعي هنا منذ حقبة الديناصورات لاوجود إلا للثلج والبحيرة والاشجار ، واجمل النساء على الارض الناس في سويسرا لايعرفون معنى العجلة ، وهو على مايبدوا طبع راسخ عندهم تتميز سويسرا عن بقية دول اوروبا بهذا الامر ، إذ يسيطر البطء على حركاتهم ، حتى تظن انهم باتوا تحت سيطرتك لكن البحيرة وجبال الجليد يُشعروني بالملل ، استمتعتُ بهم في اول نظرة ، وبعد ثانيتين نالَ المكان الهادىء على نفسيتي. لاسيَمَ حين كنتُ اتوقع بأن المكان مزدحم حتى مراقبة الشباب الذين يلعبون كرة القدم ، ويتوقعون بأن مستقبلهم الرياضي زاهر ، يقضون عليّ بأفكارهم تلك ، واشعر بالحزن الفواكه المدهشة وحبات البطيخ العملاقة تصبح بلا طعم في هذا البلد ، بعد ان كانت في مكان آخر توفِر لي رعشة الرخاء لايمكن ان أقضي حياتي كلها قبالة المناظر الجميلة السويسرية : افكر بهذا