جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السراج لقناة "ليبيا الأحرار"، بعد ساعات من إعلان المجلس تعليق مشاركته في المحادثات العسكرية بجنيف نتيجة تكرار خرق مليشيات حفتر لوقف إطلاق النار.

وكان المجلس الرئاسي أعلن، أمس الثلاثاء، تعليق مشاركته في محادثات جنيف العسكرية؛ بعد قصف مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لميناء العاصمة طرابلس البحري، ما أودى بحياة ثلاثة مدنيين.

وقال المجلس في بيان: "تجدد اليوم انتهاك الهدنة باستهداف مرافق مدنية في العاصمة طرابلس، وكان الهدف هذه المرة ليس مطار معيتيقة، بل قصفت المليشيات المعتدية (تابعة لحفتر) ميناء طرابلس البحري".

وشدد على أن هذا الميناء هو "شريان الحياة للعديد من مدن ليبيا، وتصل عن طريقه احتياجات المواطنين الأساسية من أدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية ووقود للاستخدام المنزلي وتوليد الطاقة".

وأضاف: "نعلن تعليق مشاركتنا في المحادثات العسكرية التي تجرى في جنيف (برعاية الأمم المتحدة)، حتى يتم اتخاذ مواقف حازمة من المعتدي وانتهاكاته".

وأكد أنه "سيكون لنا الرد الحازم على هذه الخروقات بالشكل والتوقيت المناسبين".

وكانت وزارة الصحة الليبية أعلنت مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة خمسة آخرين؛ بسبب قصف صاروخي شنته مليشيات حفتر.

وقالت مصلحة الموانئ التابعة لوزارة المواصلات الليبية إن القصف -حسب تقييمات أولية- ألحق خسائر مادية كبيرة بميناء طرابلس، على مستوى السفن التجارية والبضائع الخاصة بالمواطنين.

فيما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أنه تم إخلاء الميناء من ناقلات الوقود، محذرة من كارثة إنسانية وبيئية في حال تفجير شحنات وقود في هجمات مستقبلية.

ويمثل هذا الهجوم انتهاكاً جديداً من قوات حفتر لوقف هش لإطلاق النار قائم منذ 12 يناير الماضي، بمبادرة تركية روسية، وكذلك تحدياً لقرار تبناه مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، ويدعو إلى الالتزام بوقف إطلاق النار.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 أبريل الماضي، هجوماً للسيطرة على طرابلس (غرب)، مقر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دولياً، والتي تنازعها تلك القوات على الشرعية والسلطة في البلد الغني