14 مايو 2024 م


25 مايو 2018 م 1869 زيارة

غزة. << أخبار العالم>>:  ما بين الأمل الذي يغلب الألم، وأوجاع ستفتح من جديد، بسبب أحداث «مسيرة العودة» التي خلفت مصابين كثيرين، يستعد عشرات آلاف الطلبة في قطاع غزة، للتقدم اليوم لامتحانات الثانوية العامة، بالتزامن مع انطلاق الامتحانات ذاتها في الضفة الغربية، وهو مشهد توافقي ظل قائما في أحلك سنوات الانقسام السياسي.
ففي الوقت الذي أنهى فيه طلبة المرحلة الثانوية بفروعها المختلفة، كامل الاستعدادات للتقدم للامتحانات النهائية، متطلعين للنجاح بتفوق، والانتقال من مرحلة المدرسة إلى مرحلة الجامعة، بعد عام من الدراسة والبحث، فإن هناك طلبة آخرين مزقت أجسادهم رصاصات أطلقها صوبهم جنود القناصة الإسرائيلية بشكل متعمد خلال مشاركتهم في فعاليات «مسيرة العودة» سيذهبون إما بصعوبة لقاعات الامتحانات، أو سيتغيبون قسرا، بسبب الإصابات التي لا تزال تغيب بعضهم عن الوعي منذ أسابيع.
ومن على سرير المرض سينتقل الطالب المصاب عمرو أبو سكران إلى قاعة الامتحانات، متكئا على عكاكيز طبية، بعد أن أحدثت رصاصة قناص إسرائيلي تهتكا كبيرا في عظام ساقه اليسرى.
هذا الطالب التي تقطن عائلته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والقريب من أحد مخيمات العودة، لا يزال يعاني من ألم شديد جراء إصابته قبل أسابيع، على أمل تجاوز هذه المرحلة، بإدخال السرور عن طريق التقدم للامتحانات النهائية لشهادة الثانوية العامة. وقال الطالب إنه سيواصل مشوار العلم، طامحا في النجاح، وفي دراسة الصحافة، في مسعى منه لـ «كشف جرائم الاحتلال».
وأعلنت وزارة الصحة في وقت سابق أن عدد شهداء «مسيرة العودة» بلغ 117 شهيدا، إضافة إلى 13 ألف مصاب، وكان من بين الشهداء طلبة كانوا يستعدون لتقديم امتحانات الثانوية العامة كالشهيد بلال الأشرم ومهند أبو طاحون، من وسط قطاع غزة. وستنكأ بداية انطلاق الامتحانات جروح عوائل هذين الطالبين اليافعين، حين ترى والداتهما اللتان يعتصر قلبيهما الألم، رفاقهما يسيرون في الطريق التي ستنقلهم لاحقا لمرحلة الجامعة. ودفن الشاب أبو طاحون يوم أمس، أي قبل يوم واحد من بدء الامتحانات، حيث أدخل منذ إصابته يوم الإثنين الأسود برصاصة بالرأس إلى غرفة العناية المكثفة، ونقل من مشفى الشفاء إلى أحد مشافي الضفة وقضى هناك ليل الخميس متأثرا بجراحه البالغة.
ويقول ساهر شقيق الشهيد مهند بحرقة، إن شقيقه الهادئ الطبع كان يستعد جيدا للتقدم لامتحانات الثانوية العامة، وكان يحلم بدخول الجامعة كباقي أصدقائه، ويضيف «لكن الاحتلال أنهى أحلامه وأحلام الأسرة إلى الأبد».
وأعلنت وزارة التربية والتعليم انه إلى جانب الطالب الأشرم وأبو طاحون، قضى أيضا الطالب إبراهيم الزرقة، ويقطن مدينة غزة، برصاصة قناص إسرائيلي خلال مشاركته في «مسيرة العودة» ما حرمه هو الآخر من امتحانات الثانوية.
وبالرغم من محافظة «مسيرات العودة» على طابعها الشعبي السلمي، بتأكيد جميع الفصائل الفلسطينية وكذلك الهيئة المشرفة على الفعالية، إلا أن أوامر القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، للجنود الذين دفع بأعداد كبيرة منهم لحدود غزة كانت صارمة، ما استدعى الجنود خاصة القناصة لاستخدام «القوة المفرطة والمميتة»، حسب اتهامات عدة وجهتها مؤسسات حقوقية محلية ودولية لإسرائيل، حيث اعتمد مجلس حقوق الإنسان قرارا لتشكيل لجنة تحقيق.
وكان وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد هدد المشاركين في هذه الفعاليات بالقول «وضعنا قواعد أساسية واضحة ولا نعتزم تغييرها. كل من يقترب من الحدود يعرض حياته للخطر».
يشار إلى أن هذه الأوامر أسفرت عن إصابة العشرات من المتظاهرين بجروح خطرة، بينهم 5 مصنفون بأنهم في حالة «موت سريري» في حين يوجد آخرون غابوا عن الوعي منذ لحظة الإصابة، حيث كانت جروحهم في منطقة الرأس، ومن ضمنهم طلبة في الثانوية العامة.
كما ستغيب الإصابة الطالب ولاء المنيراوي، عن قاعة الامتحانات، بعد أن أصيب برصاصة متفجرة، نتج عنها جرح قطعي تهتكي بطول 20 سنتمترا، ولا يزال يحتاج لعمليات تنظيف متكررة. وأتت الرصاصة كذلك على حلم عائلته في رؤيته يسير بعد أشهر برفقه زملائه صوب إحدى الجامعات لإكمال تعليمه والحصول على الشهادة العليا.
وأعلنت في وقت سابق وزارة التربية والتعليم في غزة أن 31.755 طالبا وطالبة من القطاع سيتوجهون لامتحانات الثانوية العامة.
يشار إلى أن منظمة «اليونيسيف» المهتمة بالأطفال، ذكرت في تقرير لها أن أكثر من ألف طفل فلسطيني، كانوا من بين مصابي «مسيرات العودة» من بينهم من أصيبوا بجراح بالغة الخطورة، وتعرض لبتر في الأطراف.

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI