3 مايو 2024 م


19 يونيو 2018 م 1880 زيارة

ها قَد أَصبَحتَ عَلَى وَطَنٍ
بِالعُريِ يُرَقِّعُ أثوَابَهْ
.
اللَّيلُ يُمَشِّطُ لِحيَتَهُ
والصُّبحُ يُنَتِّفُ أهدَابَهْ
.
آثَرْتَ الحُبَّ فَعُدْتَ بِلا
أَمَلٍ تَتَجَرَّعُ إرهَابَهْ
.
ها قَد ساقُوهُ إِلى زُمَرٍ
تُردِيهِ.. وأُخرَى نَهَّابَة
.
فَأَعِدْ عَينَيهِ وعُد شَبَحًا
يُجدِي إنْ غَايَرَ أَو شَابَهْ
.
ماذا شَاهَدْتَ؟! فَقُلتُ لهُ:
تَارِيخًا يَلعَنُ كُتَّابَهْ
.
سَقَطَت كَفَّايَ عَلى يَدِهِ
ودَمِي, لَم يُبْدِ اسْتِغرَابَهْ
.
سَقَطَت رِجلايَ.. فَكَانَ عَلى
كَتِفَيَّ يُعَلِّقُ أَذنابَهْ
.
ما زِلتُ اليَومَ أُرَاقِبُهُ
وقُنُوطِي يَطرُقُ سِرْدَابَهْ
.
كلماتي تَزحَفُ عَارِيَةً
كالجِنِّ, ورُوحي وَثَّابَةْ
.
وأنا أَتَرنَّحُ مُنْتَحِبًا
كالرِّيحِ بِحَلْقِ الشُّبَّابَةْ
.
فمتى سَتُغادِرُ طائِرةٌ
ومتى سَتغادرُ دَبّابةْ؟!
.
.
.

ووَقَفْتُ.. وُقُوفَ أَخٍ لِأَخٍ
والمَوتُ يُهَيِّئُ أسْبَابَهْ
.
نَادَيتُ البَوَّابَةَ حَتَّى
صاحَت بي: لَستُ البَوَّابَةْ
.
ورَجَعْتُ وكُلِّي أسئِلَةٌ
ورُدُودٌ أُخرى كَذّابة
.
لِي وَطَنٌ ضَيَّعَ حِكمَتَهُ
لِيُهادِنَ قانونَ الغابةْ
.
فَغَدَت ذِكراهُ مُصَدَّقَةً
ورُؤَانا حَيرَى مُرتابة!
.
.
.

إبلِيسُ يُصَلِّي في دَعَةٍ
والدِّينُ يُكَفِّرُ أصْحَابَهْ
.
غُرَباءُ.. ويَتَّحِدُونَ عَلى
وَطَنٍ لا يُنْكِرُ أغرَابَهْ
.
طِفْلانِ أضَاعَا أُمَّهُمَا
فَغَدَت لِغُرابٍ حَلَّابَة
.
قَاضٍ لا يَفْقَهُ تُهْمَتَهُ
أستاذٌ يَأكُلُ طُلَّابَهْ
.
بَحرٌ فِي الرَّمْلِ يُنَقِّبُ عَن
ماءٍ كَيْ يَغسِلَ أكوَابَهْ
.
وبُطُونٌ تُنجِبُ مُتَّهَمًا
بالحُبِّ وتُنْكِرُ إنْجَابَهْ
.
لَيْلٌ يَتَمَطَّى مُنْتَشِيًا
والشَّعْبُ يُعَاقِرُ "أعْشَابَهْ"
.
"يا لَيلُ.. الشَّعبُ مَتى غَدُهُ؟!"
: غَدُهُ إِنْ كَشَّرَ أنْيَابَهْ
.
شَعبٌ لا يُقتَلُ قَاتِلُهُ
لَن يَقتُلَ إِلَّا أَحبابَهْ

.. شاعر يمني..

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI