14 ديسمبر 2024 م


10 مارس 2021 م 1828 زيارة
عربية  WORLD NEWS: متابعات 

صورة أمينة أوجاك ( 85 عاماً) التي اعتقلت عدة مرات بسبب احتجاجها بعد أن اعتقلت الحكومة التركية ابنها حسن أوجاك عندما كان في الثلاثين من عمره عام 1995

قبل تفشي فيروس كورونا، كان لا بد لأي سائح يزور تركيا ويصادف ذلك يوم السبت، أن يشاهد أثناء تجوله وسط اسطنبول آلاف المعتصمين المدنيين ومعظمهم من النساء، وهم يحملون القرنفل الأحمر وصور شخصيات عديدة بشكل سلمي في وسط ساحة "غلاطة سراي" الشهيرة.

لم يكن هناك أي قرار يمنع هذا التجمع قبل أغسطس/آب 2018، إلا أن الاحتجاجات بعد هذا التاريخ، والذي كان الاحتجاج رقم 700، اتسم بالعنف ووجود مكثف للشرطة التي فرقت الاعتصام بالقوة، مستخدمة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع واعتقال العشرات من المشاركين.

وبررت السلطات التركية ذلك بأن دعوة الاعتصام كانت منشورة على صفحة حزب العمال الكردستاني في مواقع التواصل الاجتماعي.

أمهات المفقودين في اعتصامهم الأسبوعي يوم السبت في ساحة غلاطة سراي

صدر الصورة،SOCIAL MEDIA-TWITTER

 
التعليق على الصورة،

أمهات المفقودين في اعتصامهم الأسبوعي يوم السبت في ساحة غلاطة سراي

من هن "أمهات السبت"؟

هي مجموعة من الأمهات الكرديات اللواتي اُعتقل وُخطف أبناؤهن على يد السلطات التركية منذ ثمانينات القرن الماضي.

وبدأت الأمهات في تنظيم حركتهن في عام 1995 ليخرجن في احتجاجات دورية أسبوعية كل يوم سبت، في ساحة "غلاطة سراي" وسط مدينة اسطنبول، لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير أبنائهن المعتقلين منذ عشرات السنين، ولم يُعرف مصيرهم ويطالبن الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن ذلك.

وتقول "أمهات السبت" أنهن استلهمن فكرة تنظيم حركتهن من مايو دي بلازا، أي " أمهات ساحة مايو" في الأرجنتين اللواتي فقدن أبنائهن في زمن " الدكتاتور" الأرجنتيني خورخيه فيديلا.

وسيحمل احتجاج هذا الأسبوع رقم 832.

وكانت قد اعتقلت الشرطة نحو 50 شخصاً ممن شاركوا في الاحتجاجات عام 2018، بمن فيهم شابات ونساء معمرات، وارتفع هذا العدد في السنوات التالية.

كما أدانت جماعات حقوق الإنسان القمع الذي تعرض له الاعتصام السلمي دون مبرر واصفين ذلك بـ " المخزي".

وقالت إيما ويب من منظمة هيومن رايتس ووتش" إنه لأمر مخجل أن تعامل السلطات بشكل وحشي، اعتصاما سلميا يطالب بالعدالة والتحقيق في جرائم الدولة".

جانب من مظاهر تجمع أمهات السبت في ساحة غلاطة سراي باسطنبول كل يوم سبت منذ 23 عاماً.

صدر الصورة،SOCIAL MEDIA- TWITTER

 
التعليق على الصورة،

جانب من مظاهر تجمع أمهات السبت في ساحة غلاطة سراي باسطنبول كل يوم سبت منذ 23 عاماً.

وقالت السلطات المحلية في بيان لها:" لقد حظرنا الاحتجاج لأنه كان منشوراً على موقع حزب العمال الكردستاني الإرهابي".

ويقول النشطاء في تركيا إن السلطات لم تحقق في حوادث اختفاء المعتقلين على مدار السنوات الماضية.

وكانت السلطات التركية قد منعت احتجاجات أمهات المعتقلين في الفترة ما بين 1999 و2009، لكن بعد أن نُشرت دعوة الاعتصام على صفحات عدة بما في ذلك، صفحة حزب العمال الكردستاني، تدخلت الشرطة بشكل مكثف وفرقت الاحتجاج واعتقلت العشرات بطريقة "عنيفة".

وظهرت صورة أمينة أوجاك، المرأة الأم البالغة من العمر الآن 84 عاماً وهي تعتقل من قبل رجال الشرطة، ولم تكن المرة الأولى التي تعتقل فيها. وهي أمٌ لأحد المفقودين الذين اعتقلتهم السلطات في الثمانينات ولم يظهر منذ ذلك الحين.

 

اعتقال الشرطة التركية للشباب المشاركين في الاحتجاجات. اسطنبول، ساحة غلاطة سراي، 25 أغسطس/آب 2018

صدر الصورة،YASIN AKGUL/AFP/GETTY IMAGES

 
التعليق على الصورة،

اعتقال الشرطة التركية للشباب المشاركين في الاحتجاجات. اسطنبول، ساحة غلاطة سراي، 25 أغسطس/آب 2018

وقال عبدالله زيتون، رئيس جمعية حقوق الانسان في ديار بكر :" إن التغيب والإخفاء القسري ، سياسة تتبعها الدولة للتستر على المسؤولين عن خطف آلاف الأشخاص وإخفائهم قسرياً، وإن تدخل الشرطة ضد فعالية أمهات السبت في اسطنبول، يعني حماية المسؤولين عن حالات التغيب".

احتجاج "أمهات السبت" الذي تعرض للتفريق من قبل الشرطة التركية برشاشات المياه والغاز المسيل للدموع. اسطنبول 25 أغسطس/آب 2018

صدر الصورة،GETTY IMAGES

 
التعليق على الصورة،

احتجاج "أمهات السبت" الذي تعرض للتفريق من قبل الشرطة التركية برشاشات المياه والغاز المسيل للدموع. اسطنبول 25 أغسطس/آب 2018

وقال عبدالله زيتون، رئيس جمعية حقوق الانسان في ديار بكر :" إن التغيب والإخفاء القسري ، سياسة تتبعها الدولة للتستر على المسؤولين عن خطف آلاف الأشخاص وإخفائهم قسرياً، وإن تدخل الشرطة ضد فعالية أمهات السبت في اسطنبول، يعني حماية المسؤولين عن حالات التغيب".

من هم المفقودون؟

نشطت مجموعة من الشباب التي كانت تضم أكراداً وأتراكاً يساريين في تركيا في أواخر سبعينات القرن الماضي، وأخذت بعداً عسكرياً في منتصف الثمانينات، بعد أن لاحقت السلطات أعضاء تلك المجموعة، التي أطلقت على نغسها اسم "حزب العمال الكردستاني" الذي كان يقوده عبدالله أوجلان، أثناء دراسته في كلية العلوم السياسية، والذي ترك الجامعة وتفرغ للعمل الحزبي والعسكري.

اتسع نشاط الحزب وازداد عدد مؤيديه في كل من العراق وسوريا وإيران إلى جانب تركيا وأكراد المهجر. وانضم إليه العديد من الشباب الأتراك ذوي التوجهات اليسارية الماركسية.

لم يتخذ هذا الحزب أي صفة شرعية طوال 40 عاماً، وكانت فترة التسعينيات من أكثر الحقب اضطرابا وأكثرها عنفاً في تاريخ تركيا الحديث بسبب مطالب الحزب بدولة كردية.

ولاحقت السلطات أعضاء الحزب وصنفته حزباً " إرهابياً"، وبالتالي كل من يثبت انتماؤه للحزب، يقتاد إلى السجن.

وتمكنت السلطات التركية من اعتقال زعيم الحزب عبدالله أوجلان بمساعدة الانتربول عام 1999، وهو منذ ذلك الحين مسجون في زنزانة منعزلة في جزيرة مرمرة النائية في تركيا.

احتجاج أمهات السبت في ساحة غلاطة سراي

صدر الصورة،GETTY IMAGES/B.KILIC

 
التعليق على الصورة،

صورة لإحدى أيام السبت التي يجتمع فيها الأمهات والأصدقاء والأقارب في ساحة غلاطة سراي وسط اسطنبول للمطالبة بالكشف عن مصير السياسيين الأكراد المفقودين منذ عقود

واتسعت قائمة المخطوفين والمعتقلين لتصل الآلاف، وبقي مصير الكثيرين منهم مجهولاً إى يومنا هذا. وخرجت أمهات المفقودين والمعتقلين بتنظيم حركة باسمهن ( أمهات السبت) للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن.

ونتيجة الصراع المستمر منذ ما يزيد عن أربعين عاماً، لقي الآلاف من الأشخاص حتفهم من الجانبين الكردي والتركي، ودُمرت آلاف القرى الكردية في تركيا، مما اضطر مئات الآلاف من الأكراد للنزوح إلى مدن تركية أخرى. غير أن حزب العمال تراجع عن مطلبه الأولي باستقلال المناطق الكردية داخل تركيا، وصار يدعو إلى حصول أكراد تركيا على حكم ذاتي، لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف هذا المطلب أيضاً بـ" الخيانة".

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة World News ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI